لست مصلحاً اجتماعياً ولا خبيراً اقتصادياً ولكنني أحاول أن أقرب إلى الأذهان بعض وجهات النظر لأشياء يمكن أن يستفيد منها الجميع وخاصةً شبابنا الملتحقين حديثاً للعمل في القطاع الخاص والحكومي، ونحن نتطلع إلى تحقيق رؤية 2030 بالشكل الصحيح والتي تطمح لتحقيق اعتماد المواطن والحكومة على تنويع الناتج المحلي وتمكين الطاقات السعودية للاستثمار في أرض الواقع وعدم الاعتماد على النفط فقط كمصدر رئيسي للاقتصاد، وبدأنا نتلمس القرارات الأخيرة بالنسبة للعمالة الوافدة والأيدي العاملة السعودية؛ حيث إن الحكومة حاولت جاهدة منذ أكثر من عقد سعودة قطاع الأُجرة بالكامل ولكن وزارة العمل أخفقت وعلى لسان وزيرها السابق ناهيك عن بعض الإخفاقات في القطاعات الأخرى، لذا أعقب على ما بدأت به أن حل المشكلة لدى الشباب أنفسِهم وتقبل العمل في مجالات العمل المهنية والإدارية نابع من الأفكار السلبية والقيم البائدة التي تتوارثها الأجيال منذ زمن بعيد تجاه صلاحية هذا العمل أو ذاك، والخلاف الآخر السائد بالأفكار الخاطئة لدى النسبة الكبيرة من الخريجين الجدد من الشباب حيث يتخاطر إلى أذهانهم بأن أجواء العمل عبارة عن مكتب وكرسي ومكيف وهو المتصرف الأوحد في هذا المكان، وعلى سبيل المثال لا الحصر: إذاحصل لهذا الموظف الجديد ظرف من الظروف البسيطة طلب الإذن لمغادرة العمل وجعل موضوع الاستئذان والخروج من الدوام أمرا جللا وعظيما وضرورةً ملحة في حين أن حقيقة الأمر لا تستدعي الخروج، وفي بعض الأحيان نلاحظ أن بعض الموظفين السعوديين المتهكمين على العمل يدّعون أن سبب عدم الاستمرارية في العمل وجود موظفين من إخواننا المقيمين يزاحمونهم على الوظائف ويمنعونهم من التعلم والإتقان وإلى هذه الفئة أقول إننا لو فرضنا أن هذا الكلام صحيح ويوجد بعض الإخوة المقيمين من هم يحاولون بشتى الوسائل عدم حصولك على المعلومة في العمل وعدم الإتقان في مجال عملك فالحل بسيط فبمجرد صبرك وتحملك أعباء العمل فأنت وصلت إلى ضالتك في المحافظة على عملك وحصلت على حقك في الاستمرارية، ومهما يحاول أي كان أن يثنيك عن تحقيق طموحاتك العملية والعلمية والتدرج في العمل للوصول إلى المبتغى وإلى ما هو أبعد منه، ومن جانب آخر يمكنك الاستفادة من خبرات من سبقوك في مجال العمل ليزداد رصيدك خبرة وكفاءة. وأخيراً وليس آخراً إنه من أراد تحقيق الطموح فلا يقف عند أول عثرة بل يثابر ويجتهد ليحقق ذاته وهدفه ولا تتحقق الأهداف إلا بالعمل المخلص والجاد.