للمرة الثالثة جائزة البوكر العربية للرواية.. سعودية، بعد رجاء عالم وعبده خال، "موت صغير" للروائي محمد حسن علوان والصادرة عن دار الساقي للنشر تفوز بالجائزة بعد منافسة مع ست روايات، جرى اختيارها من بين 186 رواية مرشحة تمثل 19 بلداً عربياً. الوسط الثقافي العربي والخليجي والسعودي ابتهج بفوز علوان، والرواية السعودية التي أكدت بلوغها أعلى واجهات المشهد الروائي العربي والعالمي. الأمر الذي يؤكد أن الأدب أداة فعالة في إعادة رسم صورة جديدة للمجتمعات، من خلال الثقافة والإبداع. حيث يعتبر تكرار فوز الأدب السعودي بالبوكر هو مؤشر على التطور الثقافي الذي بلغه هذا المجتمع ولعلوان قصب سبق في إثارة المشهد الثقافي السعودي والخليجي والعربي من خلال روايته الأولى، سقف الكفاية، التي أثارت جدلاً كبيرا حين صدورها لصغر سنه، ولحساسية محتواها. قلق الروح نجح محمد حسن علوان وتفوق على نفسه ومنافسيه في رواية رحلة مكانية صوفية حينما تقرأها لن تخرج منها كما كنت قبلها ويعود بنا علوان من خلالها إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر ليروي سيرة الفيلسوف محيي الدين بن عربي، الروائي يبدأ تلك السيرة بولادة "محيي الدين" لوالدٍ كان يعمل في بلاط الملك المرابطيّ "ابن مردنيش"، ولأمٍ لا تترك أثراً في حياة ابنها. تتناول الرواية السيرة الروائية المتخيلة لحياة ابن عربي منذ ولادته في الأندلس في منتصف القرن السادس الهجري وحتى وفاته في دمشق. سيرة حياة زاخرة بالرحيل والسفر من الأندلس غرباً وحتى أذربيجان شرقاً، يعيش خلالها البطل تجربته العميقة التي يحملها داخل روحه القلقة ليؤدي رسالته تحت ظل دول متخيلة ويمرّ بمدن عديدة ويلتقي أشخاصاً كثر ويمرّ بأحداث متفاوتة وحروب طاحنة ومشاعر مضطربة. عودة الذات يقول علوان: إنه سعيد بعودته إلى منصبه البوكر للمرة ثانية، بعد أن كاد يحصد الجائزة قبل عامين عن روايته القندس مضيفاً: هذه فرصة رائعة ومتكررة لأن ألتقي بجمهور من القراء أسعى دائمًا للوصول إليه. ويضيف : يدفعني الحنين باتجاه ذاتي وتراثي وثقافتي القديمة، تلك الأبعاد الطاعنة في مشرقيتها تلامسني بينما أنا مقيم في هذا الجزء البعيد البارد من العالم. الأدب الصوفي واعتبرت الناقدة السعودية نداء بوعلي رواية "موت صغير" ضمن الأقوى ممن تضمنتها القائمة القصيرة للبوكر لهذا العام. مشيرة إلى أن هذه الرواية الفائزة تعتبر تحولاً في مسار علوان الروائي الذي تحول من الأدب الروائي العاطفي إلى الأدب الصوفي وإن كانت ثيمة العشق بقيت ولكن باختلاف بين التجربتين. ورأت بوعلي أنه إلى جانب رواية علوان، تأتي رواية الليبية نجوى بن شتوان "زرايب العبيد". وأضافت حول الأعمال الأخرى: "تظهر من فترة لأخرى على الساحة روايات تدخل ضمن القائمة القصيرة خارجة عن النسق البوكري، كما حدث هذا العام بترشيح رواية "في غرفة العنكبوت". سيرة ثقافية جدير بالذكر أن محمد حسن علوان وُلد في الرياض عام 1979، ويقيم في تورونتو، كندا. صدرت له أربع روايات قبل "موت صغير" هي "سقف الكفاية" (2002)، "صوفيا" (2004)، "طوق الطهارة" (2007)، و"القندس" (2011) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2103، وفازت نسختها الفرنسية بجائزة معهد العالم العربي في باريس لأفضل رواية فرنسية مترجمة من العربية عن العام 2015. كما أصدر علوان كتاباً نظرياً بعنوان "الرحيل: نظرياته والعوامل المؤثرة فيه" (2014). عام 2010، تم اختياره ضمن أفضل 39 كاتباً عربياً تحت سن الأربعين، وأدرج اسمه في أنطولوجيا "بيروت 39". كما شارك علوان في أول "ندوة" (ورشة إبداع) التي نظمتها الجائزة العالمية للرواية العربية في العام 2009 وكان مدرّباً على الكتابة في ندوة العام 2016. تضحيات وتكريم بهذا النجاح الذي حققته الرواية يتطلع جمهور الرواية إلى تكريم الروائي محمد علوان من قبل المؤسسات الثقافية حتى تتذكر الأجيال القادمة أن المبدع يحتفى به ويكرم لما قدم من تضحيات في سبيل نهضة الوطن الثقافية. فرحة وتهنئة شعار الجائزة الرواية الفائزة