اللواء أحمد عسيري قفزة مستحقة حققها الذراع الأيمن في الشأن العسكري لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع، من خلال عمل متواصل وجهد دؤوب، أصبح فيه أيقونة مميزة للأداء، والجدية، والإنجاز. نموذج وطني لفت الأنظار منذ أول ظهور إعلامي له، فبعد أقل من أسبوع من بدء العمليات العسكرية في اليمن، وانطلاق عاصفة الحزم والعزم، ظهر اللواء أحمد عسيري في الإيجاز الصحفي لمواجهة سيل الأسئلة الصحافية باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية. الأمر الذي جعله محط اهتمام وتساؤل من هو "أحمد عسيري الذي يتحدث بلسان 10 دول مشاركة في التحالف العربي؟ " من هو ذاك الرجل الذي أصبح صانعا لعناوين الأخبار الإعلامية كل يوم بعد اختياره كمتحدث رسمي لقيادة قوات تحالف (عاصفة الحزم) في 26 مارس 2015، ومحط أنظار الجميع الذين ينتظرون موعد إيجازه العسكري بشغف بالغ.. لمعرفة أخبار المعارك. أحمد عسيري الذي صدر أمر ملكي مساء أمس الأول بتعيينه نائبا لرئيس الاستخبارات العامة، تخرج من مدرسة سان سير العسكرية للتعليم العالي العسكري " المدرسة الإمبراطورية الحربية" التي أنشأها القائد العسكري وإمبراطور الفرنسيين نابليون بونابرت في عام 1802م، تخرج منها عسيري عام 1989م بإمتياز مع مرتبة الشرف الأولى على الدفعة. لأحمد عسيري قصة نجاح وكفاح مثيرة، فهو ولد في تهامة بعسير، وتلقى تعليمه الابتدائي بها. وقد عرف عنه حبه للإصلاح بين أفراد قبيلته والقبائل المجاورة قبل أن يكون ضابطاً ينشد التفاني والإخلاص في الذود عن دينه ومليكه ووطنه. حظي أحمد بن حسن عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة بشهرة واسعة في أعقاب انطلاق العملية العسكرية "عاصفة الحزم"، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لردع المليشيات الحوثية، وتكليف عسيري متحدثا رسميا باسمها، حيث لفت الأنظار بدقة إجاباته وتمكنه من معلوماته. وعلى الرغم من أنه عمل كمترجم للغة الفرنسية إلى جانب عمله العسكري أثناء حرب الخليج الثانية، والتي عرفت ب (عاصفة الصحراء)، فقد كان عسيري رجلاً يعشق الظل، ويحصد الدرجات العلمية في مختلف المجالات، فهو يحمل شهادات في العلاقات الدولية والتاريخ والقيادة، وتدرج في العمل القيادي حتى تسلّم مركزه مديرًا لإدارة الاستشارات العسكرية في مكتب وزير الدفاع. بدأ تأهيله العلمي حين تخرج من كلية (سان سير) الفرنسية، وحصل بعدها على درجة الماجستير في العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة السعودية، وماجستير في دراسات الدفاع الوطني من فرنسا إلى جانب درجة ماجستير في العلوم الإستراتيجية. كما حصل على شهادة بكالوريوس في تخصص التاريخ من جامعة السوربون الفرنسية وبكالوريوس آخر في العلاقات الدولية من جامعة فرنسية أخرى. يحمل عسيري شهادات في العلاقات الدولية والتاريخ والقيادة، وتدرج في العمل القيادي حتى وصل مديرا لإدارة الاستشارات العسكرية بمكتب وزير الدفاع، واليوم أصبح بفضل عاصفة الحزم والعزم وجهده الدؤوب نائب لرئيس الاستخبارات العامة. وتعود براعة الإجابات لعسيري إلى خلفيته التأهيلية، فقد حضر عددا من دورات الحرب، منها دورة حرب إلكترونية ودورة متقدمة في الدفاع الجوي، وبعد ذلك دورة معلمي حرب حضرها في كلية حرب الجيش الأميركي ودورة في إدارة الأزمات والتفاوض من جمهورية مصر العربية. وانعكس تعليم عسيري المتقدم في أرقى الجامعات والكليات العسكرية والأكاديمية في فرنسا على أدائه العملي، فقد عمل قائدا في مراكز قيادية في وزارة الدفاع والقطاعات العسكرية أكثر من مرة، منها في فصيل تشغيل هوك وأخرى بفصيل الصيانة والتموين، ثم مساعدا لقائد سرية هوك وقائد جناح التكتيك بمعهد قوات الدفاع الجوي وقائد جناح الصواريخ بمعهد قوات الدفاع الجوي، كما عمل ضابط ارتباط بالقوات المشتركة لدى القوات الفرنسية خلال عمليتي درع وعاصفة الصحراء ومترجما لقائد القوات المشتركة ومسرح العمليات. وكان عضوا في اللجنة الرئيسية لإنشاء كلية الحرب، وعمل ضابطا معلما في جناح الحرب بكلية القيادة والأركان السعودية، ثم الركن الخاص لنائب وزير الدفاع، قبل أن يصبح مديرا لإدارة الاستشارات العسكرية بمكتب وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان. ولم يتأخر عسيري عن حصد الأنواط الاستحقاقية، كما حصد وسام استحقاق من درجة فارس من مملكة المغرب والوسام الوطني من درجة فارس من جمهورية النيجر، ووسام الأسد الوطني من درجة فارس من جمهورية السنغال، وإلى جانب ذلك حصل العسيري على وسام تحرير الكويت وأنواط أخرى منها نوط المعركة ونوط الذكرى المئوية ونوط المعلم مرتين، وفي عمله العسكري حصد نوط الخدمة العسكرية عدة مرات. ومؤخرا نتيجة شجاعة وبسالة وجرأة امتلكها عسيري، كان محط استهداف لدى أذناب إيران، الذين لم يألوا جهدا في اللحاق خلفه ومحاولة التهجم عليه في المملكة المتحدة خلال تواجده لإلقاء محاضرة عن دور عاصفة الحزم في اليمن. فنال عسيري دفاعا دوليا عنه وشعبيا غير مسبوق، الأمر الذي يؤكد على استحقاق تلك الشخصية القيادية المتسلحة بالهدوء والعلم والمعرفة.