كان ضرورياً أن يلجأ الاتحاد السعودي لكرة القدم لاستخدام تقنية "الفيديو المساعد للحكم" والحصول على موافقة المجلس التشريعي الدولي لكرة القدم "الفيفا" على إدراج السعودية كإحدى الدول التي تستخدم هذه التقنية التي أصبحت حاضرة وصارت وسيلة مهمة لاتخاذ القرارات في كل المجالات حتى تلك غير الرياضية، وهو قرار مهم وشجاع يحسب لاتحاد الكرة ومن قبله يُحسب لمنظمات كرة القدم على مستوى العالم لتقليل الأخطاء التي تحدث في المباريات والتي تتسبب بالكثير من اللغط والجدل في الأوساط الإعلامية والجماهيرية. كرة القدم على مستوى العالم كانت بحاجة ماسة جداً لاستخدام مثل هذه التقنية خصوصاً أن العديد مثل القرارات الحاسمة والمؤثرة كانت تتخذ بشكل خاطئ مثل احتساب الأهداف وركلات الجزاء، ولن ننسى مثلاً ما حدث حين تأهلت فرنسا إلى كأس العالم 2010 من الملحق أمام إيرلندا مستفيدة من استخدام المهاجم تيري هنري يده في ترويض الكرة وتمريرها إلى المدافع ويليام غالاس الذي سجل هدفاً نقل "الديوك" ظلماً إلى المونديال. الشواهد كثيرة حتى على المستوى المحلي، وبالتالي فإن استخدام هذه التقنية سيساعد الحكام السعوديين على اتخاذ قرارات صحيحة، ما يعني تقليل الاحتقان خصوصاً ذلك الناتج عن القرارات المؤثرة في المباريات المهمة ابتداء من الموسم المقبل، على أن يكون التطبيق بالكامل في الموسم ما بعد المقبل، والأهم من ذلك أن استخدام التقنية سيشكل ضربة لكل من يتذرع بالظلم التحكيمي حين يتفوق فريق داخل الميدان بقدرات لاعبيه ومدربه والعمل الإداري المنظم ولن يجد مروجو نظريات المؤامرة بدا من الاستسلام للواقع. "الفيديو المساعد للحكم" وخطوات أخرى اتخذها الاتحاد السعودي الجديد منذ انتخابه نهاية ديسمبر الماضي لقيت الكثير من ترحيب الشارع الرياضي ولعل من أبرزها تنفيذ أكثر من وعد وعهد قطعهما على نفسه كإعادة تشكيل اللجان ومتابعة أوضاع أندية الأولى والثانية والثالثة وصرف مستحقاتها ومساعدتها على تجاوز بعض الأزمات وتوقيع العقود مع أكثر من راع، لذلك نشد على يد هذا الاتحاد بالمضي قدما وعدم الالتفات لمحاولات التثبيط واصطفاف القلة ضده لأنهم لم يتمكنوا من اختراقه والتأثير عليه، وسيواجه الكثير مستقبلا منهم، ما عليه الا تطبيق النظام ولا سواه أن أراد النجاح، أما المنتقدون والمهاجمون فلن يتوقفوا لأن هذه سياستهم المبنية على الهجوم منذ أعوام عدة من أجل تخويف الاتحاد واللجان والحصول على أكثر من حقوقهم وحان الوقت ليقول لهم اتحاد الكرة (نحن نعمل وفق النظام ولا علينا من أحد).