أ. د. أحمد بن محمد الحسين امتدادًا لمقال سابق تطرقت فيه إلى الجامعات المنتجة، وذكرت فيه أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نموذج، وبينت مجموعة من العناصر التي تؤكد إنتاجية الجامعة المستمرة وقربها من المجتمع. أشيد هنا بتخريج الجامعة ممثلة بعمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد الدفعة الأولى من طلاب نزلاء سجن المباحث من طلاب الانتساب المطور بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ذلك الحفل الذي يندر وجود مثله عالميًا والذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في سجن المباحث بالحائر، وحضرة سماحة مفتي المملكة العربية السعودية، وعدد من رجالات الدولة يتقدمهم معالي وزير التعليم، وعدد من أعضاء مجلس الشورى، وعدد من القيادات الأمنية الرفيعة، ورجال الإعلام، وأولياء الأمور وغيرهم من المدعوين. فبدعم لا محدود ورعاية كبيرة وواضحة من ولي العهد الكريم، وإشراف مباشر من معالي الوزير مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، قدمت عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد برنامجًا أكاديميًا نوعيًا للطلاب الموقوفين - نزلاء السجون -، وسجن المباحث، ملبية حاجات الطلاب الموقوفين للدراسة، وإكمال تعليمهم وقضاء وقت يعود عليهم بالنفع والفائدة. وقد بدأت العمادة في طرح هذا البرنامج الأكاديمي الفريد الذي لا يوجد له نظير في دول العالم؛ والذي تميز على بعض البرامج الفردية في بعض الدول الإسكندنافية من حيث إمكاناته وتجهيزاته، وتوجت ذلك بموافقة من دولتنا المباركة بتحمل الرسوم المالية عن كل طالب. وتعمل الجامعة على فتح المجال لكل سجين في دراسة الفصل التحضيري، ثم تتيح له التسجيل في التخصص أو المسار الذي يرغبه وفق آليات وأنظمة محددة، ثم بعد ذلك يبدأ الطالب في الدراسة، والاختبارات الدورية خلال كل فصل دراسي، مع قيام العمادة بالتنسيق مع الإدارة العامة للسجون، وإدارة كل سجن؛ لتحقيق الأهداف والجودة المنشودة. والعمادة في عملها المبارك، تواصل التركيز على البرامج النوعية النافعة الهادفة. وفي يوم مميز وبرعاية كريمة من لدن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، تم تخريج أول دفعة وعددهم (118) طالبًا في التخصصات الشريعة والدعوة واللغة العربية وإدارة الأعمال والاقتصاد. إن مما يفخر به كل من ينتسب إلى هذه الجامعة وجود هذا المنتج النوعي، حيث الإنتاجية الإبداعية التي لا تتوقف عند حدود، فهي جامعة الوطن. إن الجامعة وهي تقيم مثل هذه البرنامج تحقق الهدف الأول وهو التعليم، والهدف الثاني وهو خدمة المجتمع، وكم من أسرة دخلت عليها السعادة والسرور عندما تخرج ابنها، وهذا ما لمسه حضور الحفل البهيج، والذي كان مفاجأة من حيث حضور أولياء أمور الطلاب وفيه سمعنا الثناء والشكر منهم. إن على الجامعات تطوير البرامج الخادمة للمجتمع وللشرائح التي لم تتح لها فرص التعليم مثل نزلاء السجون.