يوجد الترفيه في كل أرجاء العالم، وإن لم يحمل مسمى الترفيه، لا أعرف إن كان يوجد في أي دولة تنظيم أو جهاز إداري يتولى شؤون الترفيه. الموجود عالميا أنشطة وبرامج سياحية وترفيهية تنفذها أجهزة وشركات متعددة في إطار أنظمة ولوائح معتمدة من الجهات الرسمية تمثل المرجع النظامي لكل الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية. تلك الأنشطة أو الفعاليات المتنوعة مثل المسرحيات، والأفلام، والعروض الفنية، والمعارض، والمهرجانات، وغيرها تقوم بها الأجهزة الحكومية والشركات والمؤسسات كل حسب اختصاصه. خذ مثلا معارض الكتب والمعارض الفنية، والمهرجانات الموسمية مثل الجنادرية، واستضافة الفرق الفنية والرياضية العالمية وغيرها، تنفذها جهات مختلفة في إطار أنظمة تضعها الجهات المختصة (هيئة الترفيه مثلا إذا كان لا بد من وجود هيئة بهذا المسمى). ونحن نعلم أن عدم وجود الترفيه في السابق لم يكن بسبب عدم وجود هذه الهيئة وإنما لأسباب أخرى. دور هيئة الترفيه -إن كان لا بد من وجودها- هو دور تشريعي، تضع الأنظمة وتتابع وتقيم. ليس دورها أن توجه الدعوة لنجوم عالميين في أي مجال لتقديم فعاليات ترفيهية. هذا النوع من الفعاليات يجب أن يكون من اختصاص الجهات المعنية بالثقافة بشكل عام وضمن خطة عمل سنوية وليس مبادرات واجتهادات تبحث عن إنجاز سريع تدفع نحو بدايات قد تنقصها المعايير القوية في عملية الاختيار. عنوان الترفيه يعطي الانطباع بأنه كيان مستقل مسؤول عن ترفيه الناس كهدف وغاية. الواقع أن الترفيه جزء من حياة الناس الاجتماعية والثقافية ونشاط طبيعي يقوم به الأفراد والمؤسسات حسب تخصصها. الرياضة، الفنون، الفولكلور، الأمسيات الشعرية، العرضة، المسرح، السينما، السياحة، كل ذلك وغيره عبارة عن أنشطة ثقافية واجتماعية يتحقق الترفيه من خلالها كجزء من كل وليس كهدف أساسي وحيد تحيط به كل الفعاليات وترتبط به كل الأنشطة الثقافية والاجتماعية بطريقة توحي بمفهوم خاطئ أو غير مقصود من موضوع الترفيه. وأخيرا؛ فإن الفعاليات الثقافية والاجتماعية المتنوعة يمكن أن تنفذ من خلال المؤسسات الحكومية أو الأهلية في إطار المرجعية النظامية المعتمدة حسب مجال الفعالية.. ولكن ومن زاوية تنظيمية نأمل ألا يكون الهدف هو جمع كافة الفعاليات تحت مظلة الترفيه.