تباينت تفاعلات جماهير النصر، تجاه إعلان رئيس هيئة أعضاء الشرف بنادي النصر الأمير مشعل بن سعود، رغبة الأمير فيصل بن تركي بالاستقالة من منصبه نهاية الموسم الحالي، وعلى من يرغب تولي رئاسة النادي التقدم قبل نهاية شهر أبريل الجاري، لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وعلى الرغم من التوقعات المسبقة باستجابة رئيس النصر للضغوط الجماهيرية الكبيرة، والترجل عن قيادة النادي بعد موسمين، خرج منهما الفريق خالي الوفاض من البطولات، إلا أن معظم ردود الأفعال التي أعقبت الرغبة المعلنة بالرحيل، تركزت على أهمية إعلان الاستقالة بصورة رسمية، وفتح باب الترشح على مصراعيه لمن يرغب في رئاسة النادي، عبر عقد جمعية عمومية، وتشكيل لجنه انتخابات، تحت إشراف هيئة الرياضة، مع اطلاع جميع أعضاء الشرف على قائمة واضحة عن الأوضاع المالية للنادي ماله وما عليه، وماتم إنجازه في موضوع الديون المتراكمة على النادي، أو القضايا المالية المرفوعة رسمياً في هذا الصدد. سيكون من المجحف فعلياً مطالبة الأمير فيصل بن تركي وحده بتسديد جميع الديون على النادي قبل إعلان استقالته، بعد أن وضح بنفسه أكثر من مرة الحاجة لفترة عامين على الأقل، للخلاص من الديون كافة، ففي الوقت الذي بات رحيل رئيس النصر مطلباً جماهيرياً ونوعاً ما كذلك على المستوى الشرفي، من المهم ألا تحدث قضية الديون المكشوفة، انقساماً جديداً بين مسيري النادي، وتظل ككرة اللهب التي يتقاذفها الجميع، حذراً من الإمساك بها، فمن المنطقي في ذات الوقت أيضاً أن يكون الراغبون في الترشح لرئاسة النادي على بينة مما ينتظرهم، من أعباء مالية لا تشمل الالتزامات فقط، بل حتى الإيرادات الحالية والمستقبلية. المشهد الشرفي والإداري في الوقت الحاضر يلفه الكثير من الضبابية والغموض تجاه مستقبل قيادة النادي، الذي يبرز الآن وحده كأهم الملفات الكبرى التي تؤرق محبي وجماهير النصر، قبل التفكير في تحضيرات الموسم المقبل، وحسم التعاقدات على صعيد الأجهزة الفنية والعناصرية، خصوصاً أن الفريق الكروي سيكون أمام استحقاقات مهمة، في الموسم المقبل في مقدمتها البطولتان العربية والآسيوية، وما يرتبط بمتطلبات الحصول على الرخصة الآسيوية، وقبلها السماح بالتعاقدات المحلية والأجنبية مع معالجة القضايا العالقة في الاتحاد الدولي. يضطلع المجلس الشرفي النصراوي بمسؤوليات كبيرة تجاه أوضاع النادي، وتحديات جمة من أهمها مواصلة تخفيض مستويات الديون، التي ستمثل عائقاً حقيقياً أمام القادمين الجدد للرئاسة، بعد تقديم الشكر للأمير فيصل بن تركي، على كل ما قدمه من عطاء وتضحيات للنادي، ثم فتح صفحة جديدة عنوانها النصر أولاً تهيىء الطريق لمن يرغب في خدمته من موقع المسؤولية في رئاسة النادي، أما ما يحدث الآن فهو عبارة عن تجاذبات وصراعات شرفية غير معلنة، لا تحمل أي تنازلات أو تكاتفات، فالوحيد الذي سيدفع ثمنها سيكون الكيان النصراوي بتاريخه، وجماهيره التي تنتظر خططاً مستقبلية ورؤية عميقة تؤسس لمرحلة جديدة أكثر جدية ووضوحاً لتغليب مصلحة الكيان من دون الأفراد.