الأندية الكبيرة لا يمكن لها أن تموت لمجرد أن هذا الرئيس استقال أو ذاك اللاعب اعتزل، أو أن عضوا شرفيا كان يدعم فتوقف، ربما تتأثر لكنه تأثير محدود لا يصل حد أن نجعل من الشخص الواحد كل شيء ولعل خير من نستشهد به في سياق المقدمة مقولة الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله "النصر بمن حضر" وهي المقولة التي تؤكد متانة الأندية الكبيرة وقدرتها على المضي قدما صوب المنافسة وحصد المنجزات بصرف النظر عن الاسماء التي تقودها والظروف التي تعيشها والمديونات التي تحاصرها. اليوم تحديدا يشهد الكيان النصراوي حراكا للتغيير تفاوت حول أبعاده ردود الأفعال، فالموالون لرئيسه المستقيل الأمير فيصل بن تركي يرون في استقالته المعلنة كارثة حلت على النادي مثلما هو حال نقيضهم الذين يرون بأن النصر سيستفيق من غيبوبته ويعود مع البديل القادم أكثر حيوية وحماسة وقدرة على مضاعفة رقم البطولات. لا يهمني شخصيا من هذا التفاوت سوى الإشارة إلى أهمية إبراز واقع الديون النصراوية وسرد تفاصيلها وتقديم كشف الحساب النهائي من قبل الرئيس المستقيل وإدارته، فهذا هو ما يهم النصر وجمهوره ومستقبله أما أن يتمحور الطرح في إطار مجاملة الرئيس وإدارته أو في التشفي باستقالته وتقديمها على مصلحة الكيان فهذا النهج لا يغلق فجوة الخلافات بقدر ما يكون سببا في زيادتها خاصة مع الادراك التام بأن العالمي الجزء البارز في منظومة الكبار الذين لا يتأثرون بالأشخاص. ديون النصر في تصوري يجب أن تأخذ اهتماما أكبر من رحيل الإدارة واهتماما أكبر من البديل لها. مسألة اختيار رئيس ووضعه على كرسي المسؤولية خيار يسهل على النصراويين تحقيقه لكن هل بمقدورهم تجاوز الصعب اعني صعب المديونيات المتراكمة التي قد تؤثر على مستوى الآمال الجماهيرية بقادم هذا الكيان وأمجاده. النصر لم ولن ينكر ما قدمه فيصل بن تركي لكنه ينكر ويستنكر إن لم يكن اليوم فغدا صوت بعض إعلامه النشاز الذي فتت التلاحم النصراوي وساهم في إبراز الانقسامات الشرفية فقط لينتصر لرأيه وليس لمصلحة كيان برزت مع كحيلان ويجب أن تستمر بعد رحيله. عموما يشكر فيصل بن تركي، اجتهد، دعم، نجح في مرحلة واخفق في مراحل وترك المهمة الصعبة لمن يمتلك القدرة على خوضها ليأتي السؤال عن البديل؟ وكيف سيقبل بالمهمة؟ وما هو مصير الديون وكيف سيتغلب عليها؟ وماذا يمكن له أن يفعل تجاه ملف المطالبات المالية لأغلبية اللاعبين؟ هذا هو السؤال المتشعب الذي متى ما عرفنا إجاباته فسنعرف إلى أي ميناء سترسو عليه سفينة النصر وسلامتكم.