قتل 45 شخصاً وأصيب 112 آخرين أمس الأحد في انفجارين إرهابيين بكنيستين في محافظتي الغربية والإسكندرية فيما قتل ضابط شرطة، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا في الانفجارين لوجود حالات حرجة بين المصابين. وتبنى تنظيم داعش الإرهابي الاعتداءين وفق وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم المتطرف. وأعلنت وزارة الصحة المصرية ارتفاع عدد ضحايا التفجيرين إلى نحو 45 قتيلاً إلى جانب 112 مصاباً. وأفادت الوزارة بأن عدد ضحايا التفجير الذي استهدف الكنيسة المرقسية في الإسكندرية ارتفع إلى 16 حالة وفاة فضلاً عن 41 مصاباً حتى عصر أمس. وفي السياق نفسه، قال محمد شرشر وكيل وزارة الصحة إن حالات الوفاة نتيجة انفجار كنيسة مارجرجس في طنطا بمحافظة الغربية ارتفعت لتصل إلى 29 حالة، إلى جانب وقوع 71 مصاباً حتى عصر أمس، بحسب ما نقله الموقع الإلكتروني لأخبار التلفزيون المصري، الموقع الرسمي لاتحاد الإذاعة والتليفزيون. وأكد القس أنجيلوس إسحق سكرتير البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن «البابا» لم يصب بأي أذى نتيجة انفجار الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. وقالت مصادر أمنية مصرية وشهود عيان بموقع انفجار كنيسة مارجرجس بطنطا: إن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً وراء تفجير الكنيسة، مشيرة إلى أن الانتحاري دخل إلى بهو الكنيسة وفجر الحزام الناسف الذي كان يرتديه. وأضافت أن القيادات الأمنية انتقلت إلى حادث انفجار محيط الكنيسة المرقسية بالإسكندرية وتم تمشيط محيط الكنيسة وملاحقة الجناة واتخاذ الإجراءات القانونية. وأشارت المصادر إلى مقتل الرائد عماد الركايبي من أفراد أمن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وذلك أثناء التفجير. ويأتي التفجيران الإرهابيان في الكنيستين بالتزامن مع أعياد المسيحيين، والتي فرضت السلطات المصرية بالتزامن معها إجراءات أمنية مشددة وخاصة في محيط الكنائس. وكلف النائب العام المصري المستشار نبيل صادق، فريقاً موسعاً من أعضاء النيابة العامة بالانتقال ومباشرة إجراءات التحقيق على وجه السرعة في حادث التفجير. وفي تطور متصل، قرر وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار تعيين مدير جديد لأمن محافظة الغربية، على خلفية التفجير الذي استهدف كنيسة مدينة طنطا بالمحافظة. وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مساء أمس حالة الطوارئ في البلاد لثلاثة أشهر بعد الاعتداءين. وقال السيسي: «هناك عدة إجراءات سيتم اتخاذها على رأسها إعلان حالة الطوارئ بعد استيفاء الإجراءات القانونية والدستورية لمدة ثلاثة أشهر». وأردف بعد اجتماع لمجلس الدفاع الوطني في قصر الاتحادية: «نعلن حالة الطوارئ كي نحمي بلدنا ونحافظ عليها ونمنع أي مساس بقدرتها أو مقدراتها». وطالب السيسي ب»محاسبة دول» لم يذكرها بالاسم بسبب «رعايتها للإرهاب وتمويل عناصره». ودان في بيان صادر عن الرئاسة، ببالغ الشدة حادث التفجير الغاشم الذي تعرضت له كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، وتوجه بخالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا، مؤكداً أن هذا الإرهاب الغادر إنما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، ولن ينال أبداً من عزيمة المصريين وإرادتهم الحقيقية في مواجهة قوى الشر، بل سيزيدهم إصراراً على تخطّي المحن والمضي قدماً في مسيرتهم لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة. ووجه السيسي رئاسة مجلس الوزراء المصري وكافة الأجهزة الأمنية في الدولة بالتوجه فوراً إلى موقع الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية اللازمة للمصابين وتكثيف التحقيقات للوصول إلى منفذي الحادث وتقديمهم إلى العدالة في أسرع وقت ممكن. بدوره، توجه رئيس مجلس الوزراء المصري م. شريف إسماعيل، إلى محافظة الغربية، للوقوف على تداعيات الحادث الإرهابي بكنيسة مارجرجس في طنطا. ودان إسماعيل في تصريحات للصحافيين قبيل مغادرته إلى طنطا الحادث الإرهابي بكنيسة مارجرجس وكافة الأعمال الإرهابية، مقدماً التعازي لأسر الضحايا. واستنكر الأزهر في بيان صحافي بشدة التفجير الإرهابي الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين بكنيسة مارجرجس في طنطا، مشدداً على أنه يمثل جريمة بشعة في حق المصريين جميعاً. وأوضح أن المستهدف من هذا التفجير الإرهابي الجبان هو زعزعة أمن واستقرار مصر العزيزة ووحدة الشعب المصري، الأمر الذي يتطلب تكاتف كافة مكونات الشعب، مؤكداً تضامنه مع الكنيسة المصرية في مواجهة الإرهاب، وثقته الكبيرة في قدرة رجال الأمن على تعقب الجناة وتقديمهم للعدالة. وأوضح مفتي الجمهورية أن وحدة الشعب المصري هي المستهدفة من هذه الأحداث الإرهابية ما يتطلب تكاتف وتضافر كافة أفراد وفئات الشعب المصري لتفويت الفرصة على هؤلاء المجرمين ومَنْ وراءهم مِن الداخل والخارج في إطار محاولاتهم لنشر الفتن ومخططاتهم الإجرامية الخبيثة. وأكد مجلس النواب المصري في بيان صحفي أن مصر أمام إرهاب أسود جهول يستبيح سفك الدماء لإجهاض كل قيمة شريفة وتحويل مصر الكنانة إلى مستنقع من الدماء والأشلاء، حيث إنه إرهاب لا دين له ولا وطن. وأشار المجلس إلى أن هذا الحادث الإرهابي الأثيم، ومن قبله الحادث الذي وقع بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ما هو إلا حلقة من حلقات مؤامرة كبرى تحاك للوطن للنيل من تماسك لحمته وأمنه واستقراره، ولكن مثل هذه الأحداث الدامية ستزيد من اصطفاف الشعب المصري خلف قيادته وجيشه الباسل وشرطته الوطنية. محققون يعاينون موقع التفجير في كنيسة طنطا (أ ف ب)