لا يختلف اثنان على أهمية النظافة وأثرها المجتمعي في الحفاظ على رونق وجمال ما حولنا، وما يتركه ذلك من أثر طيب في النفوس. وقد أمرنا ديننا الحنيف بالنظافة بل جعلها جزءاً من الإيمان (النظافة من الإيمان)، مما يؤكد أهميتها وعظم مكانتها، فضلاً عن مردودها الصحي. ونظراً لما لهذا الموضوع من أثر على كثير من الأصعدة، ولما له من انعكاسات على نفوسنا آثرت التطرق لهذا الموضوع الحيوي والحث على النظافة في أحيائنا السكنية والطرقات. في البدء أجزي الشكر للأمانة على حرصها واهتمامها بنظافة الأحياء السكنية والطرقات وتسخير كافة جهودها ومواردها البشرية والتقنية لإبراز جمالها وعكس وجهها المشرق. ولأن المؤمن مرآة أخيه، وبما أننا العين التي ترى بها الأمانة سلبيات منسوبيها، يطيب لي في هذه السانحة أن أبدي لها ملاحظاتي بأن الغالبية العظمى من عمال النظافة باتوا في الآونة الأخيرة يستغلون تواجدهم في الأحياء السكنية لاستعطاف المارة واستجدائهم وطلب الصدقات والمساعدات منهم، في حالات باتت تشكل ظاهرة غير حميدة، وما يحز في النفس أنهم أصبحوا يتمركزون في مواقع محددة أشبه بالحصرية، لكل مجموعة منهم لا يبارحونها طوال ساعات الدوام. وإيماناً منا بضرورة تكاتف الجهود، وحرصاً منا على المشاركة في وضع حد لهذه الظاهرة، أقترح على الأمانة أولاً: * تخصيص ساعات دوام محددة لهؤلاء العمال تبدأ مثلاً من الرابعة صباحاً وحتى الحادية عشرة صباحاً، (ومحاسبته حال تواجده في أوقات غيرها)، وأحسب أننا - وبهكذا طريقة - نكون قد قطعنا عليه طريق استغلال وقت عمله للتسول. ثانياً - كما أقترح أيضاً استغلال فراغ عمال النظافة وتوجيههم مساءً للمتنزهات البرية لتنظيفها بشكل أفضل. ولا يختلف اثنان أيضاً على أن ترك عامل النظافة في موقع واحد منذ الصباح وحتى المساء أمر غير لائق ويسهم في تفشي كثير من الظواهر السلبية أحسب أن أقلها سيكون الاستجداء.. أخيراً، ولطالما أن الهدف الأسمى هو النظافة، وحتى يتم توظيف طاقاتهم بالصورة المثلى، وتوجيهها للنظافة، آمل من الأمانة إدارة حشود عمال النظافة بشكل أفضل ومرن وعدم تركهم هكذا دون رقابة، تراقب عيونهم البيوت وتمد أيديهم للمارة أعطوهم أو منعوهم.. وفقكم الله لما فيه خيري الدنيا والآخرة.