د. فهد شرف آل شرف انشروا ثقافة القياس والتقويم، بهذه العبارة اختتم الدكتور عبدالله القاطعي نائب رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم حواره معي في مقابلة خاصة، وحين أوصى القاطعي بنشر ثقافة القياس فهو يعي جيدا أن ثمة خللا ما في تقبل الناس فكرة القياس والتعاطي معه، ولذلك نسمع احيانا عبارات السخط والانزعاج التام من المركز الوطني للقياس وما يقدمه من اختبارات بمختلف انواعها، ويروج البعض ان تلك الاختبارات ليست الا لأهداف مادية فقط وان نتائج تلك الاختبارات غير حقيقية وليست صادقة، وحين نعود لهذه الاحكام نجد انها انطلقت في الاصل من قياسات خاطئة غير موضوعية مورست على معقل القياس الموضوعي وإلا فلن تصدر احكام كهذه على مركز القياس وما يقدمه حين يكون هناك قياس حقيقي، هذا للأسف ما يمارسه الكثير في الحياة العامة ونال مركز القياس من ذلك جانباً للأسف، ولذلك يجب حقيقة ان نعيد النظر في الجرعات التثقيفية للناس حول مفهوم القياس الموضوعي، وبما ان هناك شريحة كبيرة من ابناء المجتمع تحت اشراف وزارة التعليم ممثلين بالمعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات فأظن أن الدور الابرز يقع على عاتق الوزارة في تعزيز تلك الثقافة بدأ بتصحيح ممارسات القياس الخاطئة التي يقوم بها بعض المعلمين والمعلمات والتي اثرت بشكل كبير في موضوعية ذلك القياس، ووصولا الى الطلبة وهم الفئة الاكبر والذين يفترض ان يجدوا في مناهجهم وبرامجهم وانشطتهم ما يعزز ثقافة القياس لديهم، وبالتالي حين تضطلع وزارة التعليم بهذا الدور وبشكل جاد ستتأصل فكرة القياس الموضوعي لدى منسوبيها وطلبتها الذين هم لبنة المجتمع الواعد، وسيصبح القياس الموضوعي ممارسة وثقافة يتميز بها مجتمع 2030 بإذن الله، بقي ان اذكر فقط ان المركز الوطني للقياس والتقويم بقيادة سمو الامير الدكتور فيصل المشاري آل سعود اضحى من المراكز المتقدمة عالمياً فيما يخص بناء الاختبارات المقننة وتطبيقها وتحليل بيناتها وفق ادق المعايير العلمية، ولولا تمتع المركز بالموضوعية لما حظي بهذه المكانة العالمية، ولذلك يجب ان تكون نظرتنا للمركز وما يقدمه تتوازى مع المكانة العالمية للمركزعلى اقل تقدير.