د. ناصر بن بخيت الجفران المري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة وأهدافها وغاياتها، يتطلب السعي إلى توعية كافة فئات المجتمع بما فيه الكفاية لإثراء الوعي بالقضايا البيئية وفهمها لتحقيق تنمية بيئية سليمة مستدامة. يعتبر الهدف العام للمخيمات التوعية البيئية تطوير الفهم الصحيح للحقائق والمفاهيم والمبادئ والعمليات الرئيسية في البيئة مما يؤدي إلى اهتمام مستنير بالمشاركة النشطة في حل المشاكل البيئية، ونظراً لما تمتاز به مناطق المملكة من تنوع جغرافي ومواسم سياحية مختلفة لذا رأت بعض الوزارات مناسبة الاستفادة من هذه المواسم والأماكن التي يرتادها العديد من المواطنين والمقيمين في التوعية البيئية والحفاظ على الأشجار؛ وذلك من خلال إقامة المخيمات التوعوية في مواقع التنزه في مختلف مناطق المملكة سعياً لغرس هذه العلاقة بين الإنسان وبيئته، وتفعيل الدور الهام والرئيسي للمواطن في الحفاظ على أشجار بيئته والدفاع عن ما تتعرض له من نشاطات تقلص مساحتها. هناك العديد من التحديات والقضايا البيئية مثل تدهور الأراضي (تربة، غطاء نباتي)، إزالة الغابات وقطع الأشجار، تدني مستويات الإنتاج، التصحر وزحف الرمال، تلوث المياه والهواء، انقراض العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية، وتقلص التنوع الحيوي وتدمير الموائل، تغير المناخ، تلوث المدن والقرى بالنفايات وسوء تدبيرها. إن المواقف الصحيحة تجاه البيئة ستعزز في العقول الشابة، ومن المهم أن نستحوذ على هذا الحماس وأن لا تضيع فرصة لتطوير المعرفة والفهم والاهتمام بالبيئة من خلال الحملات البيئية التوعوية لكافة مؤسسات المجتمع المدني. إن الاتفاقيات الدولية الرئيسية المتعلقة بالبيئة تعلق أهمية كبيرة على الوعي البيئي والتعليم والتدريب، فعلى سبيل المثال، شددت اتفاقية التنوع البيولوجي، واتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، واتفاقية الأممالمتحدة للتغير المناخي، واتفاقية رامسار، واتفاقية كيوتو، على أهمية التثقيف والتوعية العامة من خلال تشجيع التدابير اللازمة لحماية البيئة وحفظ التنوع البيولوجي، ومكافحة التصحر. ومن أهم الأهداف التفصيلية للمخيمات البيئية التوعوية: توعية كافة فئات المجتمع حول القضايا البيئية. زيادة الوعي العام بالقضايا البيئية، واستكشاف الحلول الممكنة. المشاركة الفعالة للفرد في حماية البيئة والاستخدام المثمر والعقلاني للموارد الطبيعية. تحقيق الجهود الإنسانية في القضايا البيئية والحفاظ على النظافة و زراعة الأشجار. المواقف الصحيحة تجاه البيئة تنمو في العقول الشابة مما يؤدي إلى إيجاد علاقة بين درجة الإنجاز في التربية البيئية وقدرة الوعي البيئي، وتشجيع المجتمع على تبني ممارسات بيئية سليمة وتشجيع زراعة الأشجار. أخيراً هناك دور كبير على مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية، وحاجة إلى مشاركة مجتمعية هادفة ضمن بيئة سليمة، فلنعمل يداً بيد للتصدي للتحديات البيئية المتزايدة عن طريق تعزيز التثقيف البيئي والإعلام حيث إن هناك علاقة اعتمادية داخلية بين الإنسان وبيئته، فهو يتأثر ويؤثر عليها وعليه يبدو جلياً أن مصلحة الإنسان الفرد أو المجموعة تكمن في تواجده.