رحلة قطعها خادم الحرمين الشريفين في واحد وعشرين يوماً لخمس دول آسيوية لها ثقلها السياسي، فتعزز من خلالها التعاون بين المملكة التي تعتبر همزة وصل بين العالم الشرقي والعالم الغربي بحكم ثقلها السياسي والجغرافي والديني في المنطقة. رحلة تتطلع فيها جميع دول المنطقة بأمل واستشراف لمستقبل أمن وسياسة موحدة ضد الإرهاب ومواجهة التطرف وصدام الثقافات، وتكثيف الجهود بين الدول لحل القضايا والأزمات في المنطقة وتعميق التعاون العملي في المجالات كافة السياسية والأمنية والعسكرية والاستثمارية والاقتصادية مما يسهم في استقرار المنطقة إقليمياً ودولياً، ويوسع دائرة التعاون في مجالات مختلفة وعلى أصعدة شتى من شأنها رفاهية شعوبها بزيادة الشراكة والتعاون التكنولوجي والحكومة الإلكترونية والبنية التحتية. فقد أسفر عن رحلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- خمسة وعشرون لقاء وسبعة وعشرون اتفاقية وعشرون خطاباً وكلمة، الأمر الذي يُعبر للعالم مدى التزام المملكة العربية السعودية الجاد والصريح في محاربة كل ما من شأنه الإخلال بأمن الدول العربية والإسلامية على وجه الخصوص ودول العالم بشكل عام، فالدور الرائد الذي تتزعمه المملكة يُضيق الخِناق على من يحاول النيل من أمن الشعوب واستقرارها ليس فقط على المستوى المحلي للبلاد بل لدول المنطقة، التي كانت تجاربها وتجارب المملكة العربية السعودية معها ما يمثل هذه الزعامة والقيادة للسلام العالمي قبل الإقليمي، وسعي المملكة لحقن الدماء التي كانت أنهاراً لربيع مزعوم وهو في حقيقته سنون عجاف على المنطقة الإقليمية، والذي كانت المملكة العربية السعودية بمنأى عنه بقدرة الله ثم بحنكة حكامها وحكمتهم لتصل إلى تمثيل السلام الحقيقي والاستقرار الأمني خير تمثيل؛ لتُرحب دول العالم حكومات وشعوب بزيارة ملك السلام وداعي التعاون السلمي والأمني، وقد كان ولا زال اسم المملكة العربية السعودية يعني العزة والنصرة والقوة والمنعة والعقيدة والاستقرار، وهي مشتملات الأمن والسلام الحقيقي.