لم يعد يبقى من الشقيقات السبعة (الشركات التي اكتشفت جميع المتبقي الآن من البترول التقليدي) غير حلاوة الروح فهي لا تملك الآن شيئا من البترول التقليدي الذي اكتشفته في القرن الماضي. وأصبح كل ما تملكه الآن هذه الشركات هو: البترول الصخري، والرملي، وبترول المناطق الصعبة عالي التكاليف لقد أصبحت الشركات التي تملك جميع المتبقي من البترول التقليدي المؤكد على وجه الأرض الآن هي الشقيقات الوطنية السبعة: أرامكو، الإيرانية، الكويتية، أبو ظبي، الجزائرية، العراقية، القطرية سبحان مُغيّر الأحوال فقد انتقلت السيطرة على ملكية وإنتاج البترول التقليدي (الرخيص سهل الاستخراج) بالكامل من يد الشقيقات الأجنبية العملاقة السبعة الى يد الشقيقات الوطنية السبعة التي لولا الفرقة بينهنّ لأصبحت الآن لهنّ الكلمة العليا في صناعة البترول من أهم الأسئلة التي يواجهها الإنسان الحديث الآن هي: ما هو مقدار الاحتياطي المتبقي من احتياطيات البترول التقليدي؟ ويكفي لمدة كم سنة حسب معدل إنتاجه الحالي؟ وما هو معدل إحلال البترول غير التقليدي لتغطية انخفاض معدل إنتاج البترول التقليدي؟ بمتابعة الرسومات المختلفة لمختلف الجهات المختصة التي تقوم بتحليل وتوقعات ورسم ونشر سيناريوهات تركيبة خليط عرض البترول حسب نوعيته: التقليدي، الصخري، الرملي، القطبي، أعماق البحار، سوائل الغاز، الصناعي (النباتي والأحيائي) نجد التالي: أولا: أن البترول التقليدي من نوع بترول الغوار بدأت تنخفض نسبة مساهمته في خليط عرض البترول منذ عام 2010 وسيستمر انخفاضها لندرته مستقبلا. بينما تزداد نسب الأنواع الأخرى بمختلف فئاتها. ثانيا: بمتابعة تطورات احتياطيات البترول نجد أن المتبقي الآن من البترول التقليدي هو بترول الشرق الأوسط (جميعه العربي باستثناء الإيراني). كذلك يلاحظ أن نسبة بترول الشرق الأوسط انخفضت من 58.9 % عام 1995 الى 47.3 % عام 2015 من إجمالي احتياطي البترول في العالم. ثالثا: يلاحظ أن احتياطي البترول العالمي ارتفع من 1126.2 مليار برميل عام 1995 إلى 1697.6 مليار برميل عام 2015 بسبب إضافة البترول غير التقليدي (بترول الرمال الكندي، والبترول الصخري الأميركي، والبترول الثقيل الفنزويلي). رابعا: لقد يئست شركات البترول العالمية من العثور على البترول التقليدي في شتى أصقاع المعمورة، واتجهت إلى التنقيب وتطوير البترول غير التقليدي. لكن واجهتها عقبات التكاليف العالية ومشاكل البيئة فبدأت مضطرة من أجل المحافظة على البقاء إلى الاندماج والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة. خامسا: رغم كل الدعايات الصاخبة بأن العالم سيستغني عن البترول فإن الأرقام تُثبت العكس. حيث إن جميع احتياطي البترول المؤكد على وجه الأرض -بجميع أنواعه التقليدي وغير التقليدي- يكفي فقط 51 سنة وفقا للاستهلاك الحالي، ومن المستحيل أن يجد الإنسان البديل الكامل خلال 51 سنة.