جيل اليوم هو غرس الأمس فماذا غرسنا في عقول أطفالنا منْ حب القراءة، البعض القليل غرس حُبها والغالبية العظمى لمْ تغرس فكيف نطالبهم في القراءة حين يكبرون. كما هو معروف فالقراءة الحرة هي القراءة التي يختارها الإنسان من تلقاء نفسه وباختياره حسب ميوله وحاجاته. وأظهرت الدراسات أن حوالي 70% من المعلومات التي يتعلّمها الإنسان ترد إليه عن طريق القراءة، أما الباقي فيتعلّمه بالبحث والسؤال، التأمّل. ومن المؤسف أن الدارسات العربية والأجنبية تؤكد أن 20 مواطنًا عربيًا يقرؤون كتابًا واحدًا فقط في السنة، بينما يقرأ كل مواطن بريطاني 7 كتب أي 140 ضعف ما يقرأه المواطن العربي، أما المواطن الأميركي فيقرأ 11 كتابًا في السنة أي 220 ضعف، إنها بيئة تنشئة لحب القراءة من الطفولة ونحن نفتقد ثقافة القراءة الحرة. في استطلاع نشرته صحيفة سبق يوم الأربعاء 8 جمادى الآخرة 1438 هجرية وهذا الاستطلاع أجراه المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام، التابع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أن 55 % من السعوديين ليس لديهم اهتمام بقراءة الكتب، فيما ينفق السعوديون المهتمون بالقراءة على شراء الكتب أقل من (300) ريال سنوياً وربما تكون هذه النسبة كبيرة فالواقع لا يعكس ذلك ، هذا الاستطلاع ونُفّذ خلال 48 ساعة من خلال منهجية علمية اعتمدت على المقابلة الهاتفية المباشرة مع عينة الاستطلاع التي بلغتْ 1008 مواطنين سعوديين من عينة عشوائية من مختلف مناطق المملكة، مثلت نسبة الذكور منهم 70% في حين بلغت نسبة الإناث 30% . والمفرح في هذا الاستطلاع أن معدل قراءة الكتب خلال العام الماضي بلغ خمسة كتب فأقل نسبة مشجعة مقارنة بالدول المتقدمة. اليوم الأربعاء 9 جمادى الآخرة 1438 هجرية يفتتح معرض الرياض الدولي للكتاب 2017 في دورته الحالية تحت عنوان "الكتاب.. رؤية وتحول" ويستمر حتى 19 جمادى الآخرة 1438ه الموافق 18 مارس 2017م. إنه حدث مهم ويتواكب مع رؤية السعودية 2030. في العام الماضي 2016 بلغت قيمة المبيعات 71 مليونا و645 ألف ريال وعدد الزوار بلغ 2 مليون و400 ألف و126 زائراً وبلغت عدد العنوانين 250 ألف عنوان ورقي، وأكثر من مليون و200 ألف عنوان إلكتروني بمشاركة 970 جهة من 32 دولة بغض النظر عن دقة الاحصائيات لكنها مشجعة لهذا العام 2017. إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي في المدرسة بألف مرة، من هذا المنطلق أناشد معالي وزير التعليم - حفظه الله - أن يُوجد مادة اسمها (القراءة الحرة) في كافة المدارس الابتدائية، التي بلغ عددها أكثر من 12 ألف مدرسة، أي نحن بحاجة إلى 12 ألف معلمة ومعلم. وكما يعلم معاليكم، أن حوالي 70 في المئة من المعلومات التي يتعلمها الإنسان، ترد إليه عن طريق القراءة. قيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب: أسأله كم كتاباً يقرأ وماذا يقرأ؟» وفي رأيي الشخصي أن اختيار ما يقرأه الطفل تماماً كالطعام، منها ما هو نافع ومنها ما هو غير نافع وما أكثر ما يأكل أطفالنا غير نافع وربما ضار مع مرور العمر. وفي الختام وزارة التعليم ومكتبة الحي هما الحل في غرس حب القراءة الحرة