تعتبر القراءة من الأمور المهمة في حياة الطفل، وهي تؤثر تأثيرا واسعا على عقليته، فهي توسع مداركه وتمده بالمعلومات الضرورية التي تساعده على كسب الثقة في نفسه، وتشبع لديه ملكة حب الاستطلاع . تقول منى القحطاني (معلمة) "أحاول أن أجعل من طفلي إنسانا محبا للقراءة، لكنني أجده يميل إلى التلفاز أكثر من القراءة، ويريدني أن أقرأ له، وهو يستمع، وحاولت ومازلت أحاول أن يصبح قارئا جيدا، ولكن دون جدوى " أما سلمى الوادعي فتقول "عندما كانت ابنتي الصغيرة في سن الخامسة كنت أقرأ لها باستمرار القصص، وتراني أنا ووالدها في يدنا كتاب باستمرار، والآن بعد أن وصل عمرها التاسعة أصبح الكتاب لا يفارق يدها"، مشيرة إلى أن الطفل يقلد ما يراه أمامه خاصة ما يفعله والداه. وتشير بسمة طاهر (طالبة علم نفس) إلى أن الطفل تبدأ مواهبه بالظهور في الصف الثالث الابتدائي، لذلك تعتبر مرحلة ما قبل هذه السن مهمة في تكوين شخصيته وأفكاره، والتدريب على القراءة ما قبل هذه السن أيضا مهم، لأن بعد هذه السن من الصعب تدريبه لأنه يكون قد تكون فكريا. وتقول الأخصائية النفسية الدكتورة صباح الزهار إن "القراءة تكسب الطفل بشكل عام الثقة بالنفس، وتساعده على حل كثير من المشكلات في المستقبل، كما تمكنه على القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بسهولة، إلى جانب إثراء اللغة التي يتحدث بها"، مضيفة أن القراءة للطفل طريق الاستقلال عن أبويه وعن الكبار بوجه عام. وأضافت أن القراءة تفيد الطفل في الإعداد العلمي، فعن طريقها يتمكن الطفل من التحصيل العلمي الذي يساعده على السير بنجاح في حياته المدرسية، كما تساعده على التوافق الشخصي والاجتماعي، وإلى جانب ذلك، فإن القراءة تحقق للطفل التسلية والمتعة. وتهذب لديه مقاييس التذوق. وعن دور الأم في عملية القراءة وتعليم طفلها القراءة قالت "يعتقد كثير من الأمهات أن الطفل لا يتأثر بالكتاب قبل دخوله المدرسة، لأن الطفل لم يتعلم القراءة بعد، وهذا الاعتقاد خاطئ، لأن الطفل الصغير الذي يتصفح الكتاب يتشوق إلى الاهتمام بالقراءة فيما بعد، كما أن مشاركة الأم في تصفح الكتاب مع طفلها الصغير تعينه على تعلم اللغة بشكل سليم، وتفتح أمامه آفاقًا واسعة من المعرفة والاكتشاف، وتصفح الأم والطفل للكتاب معا يوجد علاقة حميمة بينها وبين طفلها، لذلك فعلى الأم أن تشارك ابنها في الاهتمام بالكتاب بإلقاء الأسئلة، ومساعدته على التعرف على ما لا يستطيع فهمه. وعن الطرق الصحيحة المتبعة لجذب الطفل للقراءة قالت الزهار "يجب أن يكون صوت الأم محفزًا للطفل على المتابعة، وأن تحرص على أن يشاهد الطفل الصور ويتأمل الحروف، مما يدعوه إلى أن يمسك القلم، وأن يحاول رسم ما يرى أو يقلد أشكال الحروف، وهذا يغرس في نفس الطفل التذوق الفني". وأضافت أنه يمكن للأم أن تنمي ميول القراءة لدى طفلها منذ عامه الأول، وذلك عن طريق عرض بعض الكتب المصنوعة من القماش والمزودة بالصور الملونة بألوان زاهية مبهجة، وتكوين أخبار سارة بالكتب، وتقريبها إلى الطفل عن طريق التركيز على شراء الكتاب المصور ذي الألوان المبهجة كالأحمر، والبرتقالي، والأصفر، والأخضر، والألوان الفاتحة أيضًا، وعلى الأم أن تهيئ لطفلها الجو المناسب للقراءة، فيجب أن يكون مكان القراءة جيد التهوية، نظيفًا واسعًا، به مقاعد ومناضد مريحة وسجاجيد إذا رغب الطفل في الجلوس على الأرض، وأن تكون جدران الغرفة التي يقرأ فيها مزينة بلوحات ورسوم جذابة، حتى يستمر الطفل في القراءة أطول مدة ممكنة. كما على الأم أن تتأكد من أن الكتب التي يقرؤها جيدة الطباعة، واضحة الحروف، وذلك حرصًا على عيني طفلها أثناء القراءة.