أحبطت خسارة نهائي كأس ولي العهد أمام الاتحاد، جماهير النصر، التي احتشدت في جنبات ملعب الملك فهد الدولي، وخلف الشاشات الفضية بانتظار تتويج فريقها على حساب الظروف التي دخل بها الاتحاد المواجهة، إلا أن النتيجة كانت بمثابة الضربة القاضية لكل الطموحات النصراوية، زادها خمول الأداء وغياب الروح لدى اللاعبين، الذين قدموا مواجهة باهتة لم تكن تليق بنهائي كبير في مقابل الروح الاتحادية المميزة. إقحام قائد النصر حسين عبدالغني بعد غياب طويل لأشهر عدة، للمشاركة أساسياً ومنح الفرصة من جديد للحارس عبدالله العنزي، على الرغم من غياباته المتكررة من دون عذر عن التدريبات، والاصرار على تواجد المهاجم محمد السهلاوي، البعيد عن مستوياته، مع الإبقاء على عناصر مؤثرة في دكة البدلاء، كانت أسباباً مهمة في ضعف الأداء، وتضاؤل الحلول الفنية، ما دفع الكثير من محبي النادي لتحميل الإدارة أولاً هذه الخسارة، مع تلميحات وتصريحات معلنة بتدخلها في فرض أسماء معينة على الجهاز الفني الجديد بقيادة الفرنسي باتريس كارتيرون، في حلقة ليست الأخيرة من حلقات العناد الإداري، الذي بدأ منذ البطولة الودية في تبوك الصيف الماضي، وقد لا ينتهي فقط بخسارة نهائي كأس ولي العهد، على الرغم من تحذيرات الجماهير النصر، من تقويض العمل التنظيمي داخل النادي، بدءاً من تطفيش مشرف الكرة السابق بدر الحقباني، وإبعاد نائب الرئيس عبدالله العمراني، مروراً بحكاية الرحيل المكشوفة لمدرب الفريق المميز الكرواتي زوران ماميتش، التي لم تنطل حبكتها على المدرجات الصفراء، ودفع ثمنها الفريق بخسارة أقرب البطولات له (كأس ولي العهد). على الإدارة النصراوية الآن مراجعة حساباتها والرضوخ لمصلحة الفريق قبل كل شيء، أو الابتعاد بعد أن عصفت قراراتها بكل الطموحات النصراوية، وباتت تتخبط من دون نتيجة، حتى أن أزمة الديون التي خنقت النادي في آخر موسمين كانت الإدارة هي المسؤولة عنها وعن تسديدها، ما تسبب في حرمان الفريق من تسجيل اللاعبين المحليين هذا الموسم، والاكتفاء بتسجيل اللاعبين الأجانب، الذين لم ينجح منهم سوى المدافع البرازيلي برونو أوفيني، فيما أكمل البقية مسلسل الفشل في اختيار العناصر الأجنبية، منذ بداية عمل الإدارة الحالية عدا لاعب الوسط السابق البولندي أدريان ميرزفيسكي، والمهاجم البرازيلي إلتون برانداو. وكانت الشرارة الأولى لمواصلة النصر إهدار المزيد من البطولات غياب الشرفيين المؤثرين، وفِي مقدمتهم العضو الداعم، بسبب اختلافهم مع السياسة الإدارية التي تقود النادي، حتى أمست هذه الإدارة تجدف وحيدة من دون دعم أو مشورة، بسبب مواصلتها ارتكاب الأخطاء المؤثرة في جل توجهاتها، وسط صمت وسلبية المجلس الشرفي، الذي لم ينجح في توفير إدارة بديلة بعد الاستقالة القصيرة، التي قدمتها الإدارة الحالية في ختام الموسم الماضي، إذ ظلت الديون التي صنعتها حاجزاً أمام أي تغييرات محتملة، في المشهد الإداري النصراوي. النصر لم يقف يوماً على أسماء تحتكر مصير الفريق إدارياً كان أو لاعباً أو مدرباً، تتغير الأسماء وتختفي العناصر ويظل النادي ركناً ثابتاً من أركان الكرة السعودية، وملكاً أصيلاً لجماهيره الوفية، التي ظلت عنواناً عريضاً يميز النصر في مختلف الظروف والأحوال، حتى في سنوات الابتعاد عن منصات التتويج. أي نصراوي منصف لا ينكر ما قدمته الإدارة الحالية للفريق مادياً وفنياً وعناصرياً خصوصاً في موسمي 2014-2015م، إلا أن نظرة عامة لمواسمها السبعة في قيادة دفة الفريق، تكشف بجلاء الهدر الكبير في بطولات كانت في متناول النصر، وتحميل النادي ديوناً كبيرة ما زالت تحفل بها الجهات القضائية الرياضية المحلية والدولية حتى الآن. الإنصات لصوت العقل والحكمة، والابتعاد عن التدخل في عمل الأجهزة الفنية والإدارية، وترك المكابرة والعناد، هو ما تبقى أمام الإدارة الحالية، لانتشال الفريق من ضياع مكتسباته، غير ذلك فإن التحلي بالشجاعة في هذا الوقت، وتغليب مصلحة النادي بتقديم الاستقالة، سيبدو حلاً مناسبة لإعادة صياغة مستقبل النادي، والمضي من جديد لتحقيق طموحات جماهيره العريضة بعيداً عن المجاملات والتفرد بالقرارات.