"إما أن تسبق وقت دوامك بساعة وأكثر، أو ستتأخر عن وقت الحضور الرسمي للدوام".. هذه أكثر العبارات تداولاً بين مرتادي الجسر المعلق بغرب الرياض، والذي يربط أحياء الغرب بالشمال والشرق وطريق الطائف. قصص كثيرة يرويها مرتادو الطريق يومياً، ساردين معاناتهم مع الازدحام تارة، ومعاناتهم مع المتهورين ومخالفي النظام تارة أخرى، أو حتى رواية الفرحة بخلو الطريق من السيارات. ويعاني سالكو طريق "الجسر المعلق" الواقع على وادي لبن في الجهة الجنوبية الغربية ويعد أحد أجزاء الدائري الغربي بمدينة الرياض والذي يحتفل بعيد ميلاده ال17 حيث افتتح في فبراير من العام 2000، من ازدياد الازدحام يوماً بعد آخر، حيث لا مفر لهم للوصول إلى أحياء شمال الرياض أو المطار إلا من هذا الطريق، أو المغامرة والدخول في أعماق الشوارع والطرق في وسط المدينة. ولا تستغرب وأن تطالع في وجوه قائدي المركبات أثناء توقفها من الازدحام، وهم منشغلون في هواتفهم النقالة، للبحث عما يشغلهم حتى انقضاء الازدحام، لذلك تجد كثيراً من مقاطع "السناب شات" في الصباح الباكر تكثر عند الجسر المعلق، حيث الكل يشتكي من ذلك، ورغم محاولات رجال المرور فك الاختناقات، وإبعاد الشاحنات الكبيرة عن الطريق، إلا أن "الشق أكبر من الرقعة"، فكمية السيارات التي تقطع رحلتها اليومية عبر الجسر كثيرة جداً وفوق طاقة رجال المرور. وكثير من حالات التذمر والشكاوى، إلا أن الحال يبقى على وضعه، وحتى افتتاح جسر آخر، يفك الاختناق الحاصل في الجسر، أو سلك طرق بديلة أكثر تعباً وبعداً. كما أن أوقات الذروة الطبيعة التي تحدث في معظم دول العالم صباحاً مرة واحدة ومساء مرة واحدة عند العودة من العمل، لا تنطبق على الجسر، ف"ذروته" أصبحت في معظم أوقات اليوم، وتزداد سوءاً عند حصول حادث مروري، الأمر الذي قد يدفع ببعض قائدي المركبات للبحث عن مقاطع طويلة لمتابعتها في الهاتف، ريثما يتم فك الاختناق المروري الناجم عن الحادث. ويأمل ساكنو غرب الرياض أو غيرهم من وزارة النقل أو الهيئة العليا لتطوير الرياض أو الأمانة، بسرعة إيجاد حلول بديلة لهذا الجسر الذي أصبح مصدر قلقل لكل من يرغب في المرور منه، فبعد أن كان جسر المعلق تحفة معمارية تلتقط الصور بجواره، أصبح منظراً لا يطاق وتنتظر انتهاء الازدحام لمغادرته وأنت في لحظة "غضب".