حين ترتاد بعض الطرق الرئيسة بالرياض ستفاجأ بأن بعض مداخل الطريق الناقل من مسار "الخدمة" إلى "الرئيس" مغلقة، إما بدورية مرور، أو بحواجز بلاستيكيّة وحديديّة. هذا الإجراء يتخذه مرور الرياض بين الحين والآخر في طريقي "خريص" والملك فهد، أبرز شريانين في العاصمة وأكثرهما ازدحاما غالبية أوقات اليوم خاصة وقت الذروة التي تبدأ مع دوام الطلاب والموظفين صباحا وعند خروجهم بعد الظهر. ورغم أن هذا الإجراء "يخنق" تلك الطرق في كثير من الأحيان، إلا أن المتحدث الرسمي بمرور الرياض أكد ضرورة اتخاذه خاصة في طرق "خريص" و "الملك فهد" و"مكةالمكرمة" التي وصفها بأنه ترتادها مركبات أكثر من الطاقة الاستيعابية لها وبالتالي يتطلب مثل هذه التدخل لتنظيم حركة السير وفك الاختناق. تكدس المركبات وخلال جولة "الوطن" على عدد من المداخل لطريق خريص رصدنا إغلاق أحد الشوارع الرئيسة بحواجز بلاستيكية وحديديّة لمنع السيارات من الدخول للطريق العام وتحويل المسار لشارع آخر يضطر معه السائقين للالتفاف والعودة مرة أخرى لوجهتهم التي كانت مغلقة، كما رصدنا في أوقات متفرقة دوريات مرور تغلق المدخل الناقل من طريق "الخدمة" للرئيس وهو إجراء مزعج لكثير من السائقين ومنهم المواطن خالد المطيري الذي قال ل"الوطن" إنه يلحظ بين الحين والآخر إغلاق مثل هذه المداخل دون مبرر حيث إن المركبات في الطريق الرئيس تسير بانسيابية ويمكن أن يستوعب الطريق المركبات المقبلة من المسار الآخر، لكن بعض رجال المرور يبدو أنهم ملتزمون بأوقات محددة للإغلاق كأوقات الذروة وبالتالي يساهمون من غير قصد في تكدّس المركبات في طريق الخدمة ما يضايق أصحابها ويساهم في تأخيرهم عن وجهاتهم خاصة إذا كانوا مرتبطين بدوام أو بمواعيد للمستشفيات لا يمكن التأخر عنها. ويضيف المواطن مشعل القحطاني أنه يجب وضع حلول مستقبليّة للازدحام المروري بدلا من هذه الإجراءات التقليديّة التي تساهم في تفاقم المشكلة وليس حلها، مضيفا أن إنشاء الجسور والأنفاق من شأنه تخفيف الضغط على الطرق الرئيسة والحد من الاختناقات المرورية، يقابله البدء في إنشاء شبكة النقل العام وتوعية المجتمع بأهميتها للخروج من مشاكل الازدحام التي أصبحت سمة من سمات العاصمة. حل مثالي "الوطن" توجهت بأسئلتها للمتحدث الرسمي بمرور الرياض المقدم حسن الحسن وطرحنا عليه شكوى بعض قائدي السيارات من إغلاق دورية المرور لمداخل ومخارج طريق الخدمة بطريق خريص وغيره مما يسبب ازدحاما مروريا في طريق الخدمة مع أن الطريق الرئيس يكون سالكا وليس هناك مبرر لغلق المخارج والمداخل، وسألناه عن الحالات التي تغلق فيها، وهل هناك طرق بديلة عن هذا الإجراء؟ فأجاب بأن المشكلة الحقيقية تكمن في تعرّض طريق "خريص" لكثافة مرورية عالية جدا تفوق الطاقة الاستيعابية للطريق حيث إنه مصمم ليستوعب 150 ألف رحلة في اليوم، إلا أن آخر الإحصائيات تؤكد أنه تجاوز 270 ألف رحلة أي ضعف الطاقة الاستيعابية تقريبا وبالتالي من الطبيعي أن يزدحم الطريق وحينها لا بد من التدخل من قبل دوريات المرور للموازنة بين الطريقين "الرئيس" و"الخدمة" وإعطاء الأفضلية للطريق الرئيس، لافتا أن دورية المرور تعمل ك"بوابة" وهذه الطريقة مطبقة في كثير من دول العالم ولكن عن طريق بوابات حقيقيّة بدلا من استخدام دوريات المرور وهذا مطلب لإدارة المرور بتركيب مثل هذه البوابات " Rnb metering" وسحب دوريات المرور للاستفادة منها في القيام بمهام أخرى، لافتا أن هناك كثيرا من الطرق تشهد كثافة مرورية أكثر من الطاقة الاستيعابية للطريق مثل طريقي الملك فهد و "مكةالمكرمة". وبسؤاله عن حلول هذه المشكلة، قال الحسن إن الحل المثالي للحد من الازدحام المروري في مدينة الرياض هو وجود نقل عام منظم.