على الرغم من أنها ظلت "صامتة" طوال الأعوام الماضية، إلا أن مشكلاتها المتكررة استمرت، بينما يأمل سكان جدة أن تنتهي فترة "الصمت" تجاه قضية "دبابات" كورنيش المحافظة، بتحرك رسمي أمني سريع، عقب حادثة جريمة الاعتداء التي وثقتها كاميرا سيدة سعودية، وأظهرت الاعتداء على رجل أمن أول من أمس "الثلاثاء". سجلت قضية "الدبابات" المتواجدة في كورنيش جدة مشكلات أمنية واجتماعية عدة، وحملت ردة فعل متفاوتة من قبل الجهات المختصة في المحافظة، إلا أنها تطورت خلال الفترة الماضية من خلال شكاوى مواطنين من ممارسات سائقيها المشبوهة، وإزعاجها الممتد على شواطئ المدينة الساحلية، على رغم أن النظام يحظر تأجيرها في تلك المواقع. كانت محاولة مجموعة من سائقي الدبابات أول من أمس الثلاثاء، من خلال الاعتداء على "رجل أمن" ومحاولة دهسه أمام الجميع، تحولاً حاسماً، إذ عاجلها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل المتضمن بتوجيه، بسرعة القبض على المتورطين في القضية، فتم ضبط المتورطين الرئيسين خلال ساعات من صدور التوجيه. وبحسب مصدر ل "الرياض"، فإن عملية القبض على المتورطين في مقطع "الفيديو"، لم تستغرق سوى ست ساعات من عمليات البحث والتحري التي نفذتها شرطة محافظة جدة في عدد من الأحياء بجدة. وأضاف أن عملية القبض طالت عددا من المتهمين، إضافة إلى مجموعة من "الدبابات" التي كانت بحوزتهم، بعد محاولتهم الهروب من العملية الأمنية الشاملة التي أطاحت بهم في وقت متأخر من مساء أول من أمس. وكانت إمارة منطقة مكةالمكرمة أعلنت صباح أمس، عن تمكن الأجهزة الأمنية من القبض على عدد من المتورطين في الاعتداء على رجل الأمن، حيث تم ضبط متهم من جنسية أفريقية من سائقي الدبابات التي ظهرت في المقطع المتداول، ولا تزال التحقيقات مستمرة مع من تم ضبطهم حتى إعداد هذا التقرير. ويرى مواطنون في محافظة جدة خلال حديثهم ل "الرياض"، أن قضية ومشكلات "الدبابات" التي تتخذ من كورنيش جدة مقراً لها أصبحت تمثل "هاجساً" كبيراً لدى الأسر التي تقضي بعض أوقاتها على الكورنيش، لاسيما في إجازات نهاية الأسبوع، مشيرين إلى أنها انتشرت بشكل كبير في عدد من المواقع وامتدت إلى متنزه "السيف" في أقصى جنوب المحافظة من دون رقابة. وأوضح يحيى الزهراني، أن "الدبابات" التي تتواجد في مواقع عدة من كورنيش جدة أصبحت تشبه المرض الذي يصعب استئصاله بالرغم من المحاولات التي تبذلها الجهات المختصة بين حين وآخر، قائلاً "إنهم شكلوا قلقاً مستمراً للأسر، وأطفالهم على الكورنيش، والحدائق العامة"، موضحاً أن أعداد الدبابات سجلت ارتفاعاً كبيراً خلال الفترة الماضية، وهو ما يشكل خطراً على زوار الكورنيش، لاسيما وأن حالات من الدهس حدثت لأطفال بسبب تهور بعض سائقي تلك الدبابات، مشيراً إلى أنه حاول الابتعاد عن تلك الدبابات من خلال اصطحاب أسرته إلى أماكن أخرى تكون خالية من إزعاج، ومشكلات الدبابات من خلال التوجه إلى متنزه "السيف" في جنوبجدة كونه من المشروعات الحديثة، إلا أنه فوجئ بانتشارها في المتنزه، ووصل الأمر إلى أنه أصبح مقراً لها مع نهاية كل أسبوع. من جانبه، أكد المواطن أحمد بخاري أنه يجب الوقوف عند هذه المشكلة ووضع الحلول لها من خلال منع تلك الدبابات بجميع أنواعها، وحظر تشغيلها في الأماكن الترفيهية، لاسيما وأنها تحدث إزعاجاً، وخطراً كبيراً على مرتادي تلك المواقع، لافتاً إلى أن المشكلة ليست في جدة وحدها، بل امتدت لتطوق عدة مواقع، سواء كان في جدة، أو مكةالمكرمة، مشيراً إلى أنهم بدؤو في الازدياد خلال الفترة الماضية بسبب غياب الرقابة. ممارسات ممتهني تأجير الدبابات والخيول تمتد إلى استغلال الأطفال حوادث أمنية وممارسات مشبوهة رصدتها الجهات الأمنية غياب الرقابة وضعف الوعي شجعا المخالفين على التسلط على المواقع الترفيهية