علاقتي بالكتاب والقراءة منذ الطفولة، وعلاقتي بمعارض الكتب بدأت من مرحلة دراستي بجامعة الملك سعود (جامعة الرياض آنذاك)،حيث كان المعرض هدفا لي ولبعض الأصدقاء للتزود من الكتب التي لا نجدها غالباً في المكتبات التجارية، وكان معرض الرياض محطة محلية وإن كنا نشد الرحال أحيانا إلى بعض المعارض العربية والتي من أهمها معرض القاهرة للكتاب. كبرنا وكبر معنا معرض الرياض لينتقل من إشراف الجامعة إلى وزارة التعليم العالي عام 2006م، ليظهر بصورة منظمة خارج حرم الجامعة، وبعد عام انتقل إلى وزارة الثقافة والإعلام، ومنذ تلك السنوات تحول إلى احتفالية ثقافية ليس للجامعات أو للرياض بل للوطن أجمع. اليوم يدشن معرض «الرياض الدولي للكتاب» بنشاط ثقافي متنوع، ومشاركة عدد كبير من دور النشر، إضافة إلى ما أعتقد أنه يهم المنتمين للمشهد الثقافي في المملكة .. وهو تواجد عدد كبير من الأدباء والمثقفين في مكان واحد وزمان واحد ، فوزارة الثقافة والإعلام شرعت منذ سنوات مشكورة في استضافة عدد من الأدباء والمثقفين من مناطق المملكة المختلفة، إضافة إلى حرص بعض الكتاب والكاتبات ممن لديهم إصدارات جديدة على حضور المعرض وتوقيع إصداراتهم، وبالطبع هنالك عدد كبير يشد الرحال للمعرض على حسابه الخاص حباً بالقراءة والكتب. إنها احتفالية يجمعنا فيها حب الكلمة والكتاب، نجتمع ونتناقش ونقرأ مقاطع من نصوص قصصية وقصائد، نطرح تجاربنا، نهدي كتبنا، ونبحث عن كتب الأصدقاء، هي احتفالية لايعرفها من ليس له علاقة بالثقافة والمعرفة، المتعة ليست بالحصول على نسخة من كتاب، بقدر ماهي مشاهدة عرض مسرحي دائم للبائعين وهم يسوقون إصداراتهم، ولزوار المعرض وهم يجوبون ممرات المعرض منهم من يبحث عن دار نشر، ومنهم من يبحث عن كتب رصدت بقائمة ورقية أو رسالة «واتسآب» ، ومنهم من يعايش العناوين الصاخبة وقدرات «الناشرين» بالتسويق, ومنهم من يروج لنفسه عبر مواقع التواصل الحديثة متجولا في ردهات المعرض دون أن يقتني كتاباً واحداً، مشاهد كثيرة ممتعة حقا.. لا تتحقق إلا بمعرض كبير ومتميز مثل معرض الرياض الدولي للكتاب.