المملكة تجدد إدانتها استهداف إسرائيل ل«الأونروا»    "سلمان للإغاثة" يوزع 1.600 سلة غذائية في إقليم شاري باقرمي بجمهورية تشاد    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير الرياض يفتتح اليوم منتدى الرياض الاقتصادي    «حزم».. نظام سعودي جديد للتعامل مع التهديدات الجوية والسطحية    «السلطنة» في يومها الوطني.. مسيرة بناء تؤطرها «رؤية 2040»    منطقة العجائب    القصبي يفتتح مؤتمر الجودة في عصر التقنيات المتقدمة    1.7 مليون عقد لسيارات مسجلة بوزارة النقل    9% نموا بصفقات الاستحواذ والاندماج بالشرق الأوسط    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع سفير الصين    المملكة ونصرة فلسطين ولبنان    عدوان الاحتلال يواصل حصد الأرواح الفلسطينية    حسابات ال «ثريد»    صبي في ال 14 متهم بإحراق غابات نيوجيرسي    الاحتلال يعيد فصول النازية في غزة    الأخضر يكثف تحضيراته للقاء إندونيسيا في تصفيات المونديال    وزير الإعلام اختتم زيارته لبكين.. السعودية والصين.. شراكة راسخة وتعاون مثمر    الأخضر يرفع استعداده لمواجهة إندونيسيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026    محافظ جدة يستقبل قنصل كازاخستان    مع انطلاقة الفصل الثاني.. «التعليم» تشدّد على انضباط المدارس    إحباط 3 محاولات لتهريب 645 ألف حبة محظورة وكميات من «الشبو»    الإجازة ونهايتها بالنسبة للطلاب    قتل 4 من أسرته وهرب.. الأسباب مجهولة !    كل الحب    البوابة السحرية لتكنولوجيا المستقبل    استقبال 127 مشاركة من 41 دولة.. إغلاق التسجيل في ملتقى" الفيديو آرت" الدولي    كونان أوبراين.. يقدم حفل الأوسكار لأول مرة في 2025    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    موافقة خادم الحرمين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    قلق في بريطانيا: إرهاق.. صداع.. وإسهال.. أعراض فايروس جديد    القاتل الصامت يعيش في مطابخكم.. احذروه    5 أعراض لفطريات الأظافر    هيئة الشورى توافق على تقارير الأداء السنوية لعدد من الجهات الحكومية    مكالمة السيتي    الخليج يتغلب على أهلي سداب العماني ويتصدّر مجموعته في "آسيوية اليد"    تبدأ من 35 ريال .. النصر يطرح تذاكر مباراته أمام السد "آسيوياً"    أوربارينا يجهز «سكري القصيم» «محلياً وقارياً»    «سعود الطبية» تستقبل 750 طفلاً خديجاً    الدرعية.. عاصمة الماضي ومدينة المستقبل !    ستة ملايين عملية عبر «أبشر» في أكتوبر    لغز البيتكوين!    الله عليه أخضر عنيد    أعاصير تضرب المركب الألماني    «القمة غير العادية».. المسار الوضيء    المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي    المملكة تقود المواجهة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات    مجمع الملك سلمان يطلق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    شراكة إعلامية سعودية صينية واتفاقيات للتعاون الثنائي    انتظام 30 ألف طالب وطالبة في أكثر من 96 مدرسة تابعة لمكتب التعليم ببيش    خامس أيام كأس نادي الصقور السعودي بحفر الباطن يشهد تنافس وإثارة    وزير الدفاع يلتقي سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل المندوب الدائم لجمهورية تركيا    محافظ الطائف يلتقي مديرة الحماية الأسرية    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    أهم باب للسعادة والتوفيق    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحداث ثقافية ميّزت 2015... «كتاب جدة» ورحيل رموز أدبية وفوز الحازمي والملا
نشر في الحياة يوم 31 - 12 - 2015

تنوعت الأحداث التي ميزت عام 2015، واختلفت زوايا النظر إليها من مثقف إلى آخر. وما بين حدث ثقافي لفت الأنظار إليه، مروراً بكتاب جديد جاء على مقدار من الأهمية، إلى إطلاق مؤسسة أو جمعية أو رابط. مثقفون تحدثوا ل«الحياة» عمّا يعتقدون أنه أهم حدث بالنسبة إليهم. أحداث حضرت فيها فعاليات سعودية وأخرى عربية، وبعضها دولي، وكذلك الأمر ينطبق على الكتب والجوائز، التي هنأ بعضهم هنا شعراء مثل أحمد الملا بفوزه بجائزة الثبيتي، وعلي الحازمي الذي حاز على جائزة الأوروغواي للشعر العالمي.
محمد الشقحاء:
«الصوفيون».. كتاب ندمت على اقتنائه
الذي شدني من أحداث عام 2015 معرض جدة الدولي للكتاب، والنهاية غير المتوقعة في ما يخص قضية الشاعرة هند المطيري، والجائزة التي تابعت أخبارها نوبل، ومنتظراً في كل دورة اسم سعودي وما زلت أنتظر. وفي ما يتعلق بالكتاب الذي حرصت على اقتنائه، وهو مترجم بعنوان: «الصوفيون» تأليف إدريس شاه وندمت بعد تصفحه. أمنيتي تنقسم إلى شقين: الأول: قيام جمعية الأدباء والكتاب بمبادرة من أدباء.
الثاني: أن تطبق وزارة الثقافة تعامل الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع الأندية الأدبية حتى لا يفقد النادي الأدبي الهدف الذي أسس من أجله.
محمد ربيع الغامدي:
مثقفون فقدهم العالم
فقد العالم أكثر من 120 مثقفاً، منهم: ناصر الدين الأسد، جمال الغيطاني، فاطمة المرنيسي، وفقد المثقفون السعوديون حبيبهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومجموعة مثقفين بينهم عابد خزندار وسعود الدوسري وعبدالرحمن الخرجي.
وفي الباحة، كانت فاتحة العام فقد شاعرها غرم الله الصقاعي، وخاتمة العام فقد مؤرخها محمد بن سعد البركي، كان الأول صالوناً ثقافياً حياً يتنقل في كل مكان على امتداد الوطن، وكان الثاني روحاً أثيرية تحف بكل من أرّخ للباحة أو دوّن تراثها. لكن الله الذي أخذ قد عوّض، فقد ولي المسيرة سلمان المثقف خلفاً لحبيب المثقفين، وكان لقاؤه المثقفين من بشائر عهده الواعد بالتحولات المجيدة على كل الأصعدة، واعتلى سعوديون منصات التكريم في الداخل والخارج، يتقدمهم الأمير خالد الفيصل، وحيدر العبدالله، وعلي الحازمي، وأحمد الملا، وفهد الحارثي، وعبدالله المنيف، وهند المطيري، وحسن طواشي وغيرهم. وشهدت المملكة عدداً من الفعاليات الثقافية مثل معرضي الرياض وجدة للكتاب، وملتقيات نادي الرياض، وكرسي الأدب السعودي، وملتقى النص بجدة وسواها.
ومن الجوائز جائزة الملك فيصل، وهي جائزة مرموقة، وجائزة أبها، التي تعطي للثقافة حصتها، وجائزة كتاب العام، التي يرعاها نادي الرياض شراكة مع بنك الرياض، وجائزة وزارة الثقافة للمؤلف السعودي، وجائزة سوق عكاظ، وجائزة محمد الثبيتي، وجائزة العواد، وجائزة نادي مكة الثقافي الأدبي، التي يمنحها النادي في كل دورة لمجال من مجالات الثقافة.
سالمة الموشي:
جوائز تثير الغرابة
أبرز الأحداث الثقافية في 2015، هو معرض جدة للكتاب، الذي كان بمثابة تظاهرة ثقافية فريدة بعد غياب سنوات طويلة، وكان من أهم الأحداث المبهجة التي يمكن أن نقول إنها حدث ثقافي مهم. الجوائز الأدبية محلياً تكاد تكون معدودة، فهناك جائزة «كتاب العام»، وهي أكثر جائزة أثارت استغرابي من ناحية الآلية المتبعة في الجوائز الأدبية، التي تتبناها المؤسسات الثقافية، ومثار استغرابي هو الخلط الكبير بين الأكاديمي ونتاجه، وبين المثقف ونتاجه الأدبي، فلكل منهم مجاله وله جهته التي يمكن أن تمنحه استحقاقه. وهو فعلياً أمر مستغرب. أيضاً هناك جائزة مبهجة، وهي فوز المدون السعودي رائف بدوي ب«جائزة سخاروف لحرية الرأي» التي يقدمها البرلمان الأوروبي. ورواية محمد حسن علوان «القندس» الفائزة بجائزة معهد العالم العربى بباريس.
ومن أفضل الكتب هو كتاب «أسئلة الهوية والتسامح وثقافة الحوار» لمؤلفه الدكتور يوسف الحسن. وعدد من الروايات للأصدقاء والكتاب، كذلك رواية «دروز بلغراد» لربيع جابر، ورواية «سمراوات» لحجي جابر، ورواية «حرمة» لعلي المقري. ورواية «لغة السر» لنجوى بركات. ولدي عدد من الأماني، وآمل بأنها لا تظل مجرد أماني، منها أن تتغير أجندة القائمين على الثقافة، فيحظى المثقف بالتقدير المستحق، وألا يستمر دور المثقف ككائن مهمش أقصى ما يحصل عليه هو تذكرة حضور لمهرجان أو ملتقى. المثقف هو صوت الأمة وضميرها، ويجب أن يكون أكثر من موظف مؤسسي وأكثر من ضيف عابر على خريطة النشاط السياسي والاجتماعي والثقافي. كما أن من أمنياتي لهذا العام أن تحظى روايتي «يهودية مخلصة»، وهي الرواية الأولى لي بمساحة من الانتشار على المستوى العربي.
عبدالعزيز الشريف:
«محكوم بالحياة»
لم يشدني أي حدث، سوى رحيل المبدعين هنا أو هناك الذين غيبهم الموت، لقد رحلوا بهدوء يلفهم النسيان ومن دون أدنى اهتمام من الجانب الرسمي، ولم أجد أحداً منهم أخذ حقه بما يليق به، بل إن بعضهم غادرنا، وهو لا يملك ثمن دوائه ويعيش أسير الفقر والعوز والإهمال، هذا أهم ما يشدني في كل رحيل وفي كل عام. على رغم أن فضاء الأدب العربي خصباً ومتنوعاً بين الآداب العالمية، إلا أنه أقلها حضوراً وتسويقاً بين الآداب العالمية، وأصبح المثقف العربي يعاني في إنتاجه الإبداعي، هذا على مستوى العالم العربي، فما بالك بالمبدع السعودي الذي يتأثر بمناخات الجوائز الأدبية من حوله، مثل جائزة البوكر بنسختها العربية، وجائزة الشيخ زايد، وجائزة نجيب محفوظ، وغيرها، لكن دعني أسأل عن جائزة الدولة في المملكة العربية السعودية التي بدأت منذ أكثر منذ 30 عاماً، ثم توقفت في ظروف غامضة عام 1404، بعد سنة أو سنتين من انطلاقها ثم أخذها الغياب مرة أخرى. ومع هذا نتطلع إلى أن تعود جائزة الدولة بما يوازي حجم هذا الوطن، ومنتجه الثقافي العريض، على رغم اجتهادات بعض الأندية الأدبية التي تشكر عليها. ومن وجهة نظر خاصة الكتب كثيرة التي نراها تستحق الانتباه، ولكن هناك أعمالاً تستوقفني، ففي مجال الرواية «تاريخ موجز عن سبعة جرائم قتل» للجمايكي الحائز على جائزة «بوكر» مارلون جيمس، وفي مجال الشعر وهو ركيزة اهتمامي ديوان «محكوم بالحياة» لكلايف جيمس. وأمنيتي أن أرى المثقف في بلدي يحظى بالرعاية الكاملة من الجانب الرسمي من خلال المؤسسات الثقافية، بما يوازي احتراقه وعطائه ومعاناته، وأن يفرغ للعمل الإبداعي كل في مجاله، وألا نكتفي بفعالية باهتة تقام له في نادي أدبي هنا أو هناك.
حبيب محمود:
منع شاعرة من المشاركة
2015 كان عاماً موجعاً إنسانياً. ووجعه الإنسانيّ طغى على أيّ فرح آخر عبر، أو مرّ، أو أطل، في الثقافة وغيرها. شخصياً؛ نشرتُ فيه رواية ومجموعة شعر، فرحتُ بذلك. فرحت بفوز أحمد الملا بجائزة الثبيتي، وحيدر العبدالله بجائزة أمير الشعراء. حزنت لرحيل عمر المضواحي. تأذّيتُ من منع شاعرة من المشاركة في منطقة مكة المكرمة. تأذّيتُ أكثر من منع كاتب عن الكتابة مدة 15عاماً. استأتُ كثيراً من تراجع الحريات في هذا العام البائس. لم أحبّ هذا العام. ربما هو لم يحبني أيضاً، ويهمني من الجوائز معرفة نتائجها فحسب. ولقد واصلتُ، في هذا العام، بحثي في مشروع لسانيّ خاص بالساحل الشرقيّ. واقتنيت كثيراً من المصادر ضمن فكرة المشروع. أهمها «فقه اللغة المقارن»، للدكتور رمزي منير بعلبلكي. وجذبني «فقه اللغة المقارن» وعاء معرفيٌّ واسع في القضايا اللسانية، وعاءٌ واعٍ لقضايا جوهرية في ظاهرة اللغات اللسانية، وعلاقة اللغة العربية بها، وأماني أن يعمّ السلام لتجد الطريقة طريقاً.
الشاعر مفرح الشقيقي:
«الخواجة يني»
شدني على المستوى المحلي «سوق عكاظ» و«معرض الرياض الدولي للكتاب» و«معرض جدة الدولي للكتاب»، وربما الأخير هو الأكثر كونه جديداً، وعلى المستوى العربي «مؤتمر فكر» في القاهرة. وعلى المستوى العالمي ذهاب نوبل للسلام للأشقاء في تونس الحبيبة، ولقد تابعت مسابقة «أمير الشعراء» في أبوظبي، وكانت وما زالت وستظل بصمة حب لا تُنسى وجائزة شاعر عكاظ، وشاعر شباب عكاظ، وجذبتني رواية «الخواجة ينّي» لمحمد صادق دياب، لسببين هما أولاً: لأن الرواية آخر أعماله، ولحظة تدشين عائلته للحدث ستظل عالقة في ذاكرة التاريخ، ثانياً: لأني في شوق كبير للقراءة عن هذا الخواجة شاغل الحجاز ومالئه. أمنياتي أولاً: أن ينقشع التراجع الثقافي العربي، وأن نتقدم خطوة أقوى للأمام أمام شعوب وحضارات وثقافات الكون. وثانياً: أن تحظى الثقافة بحضور أوسع ودعم أكبر واهتمام أعلى على المستوى المحلي والعربي. وثالثاً: أن نتقدم في ممارسة الثقافة بوصفه سلوكاً، ونمزق أقنعة التنظير التي خنقتنا وأشبعتنا ظلاماً وجهلاً وتراجعاً.
نبيلة محجوب:
«وعاظ السلاطين»
على رغم كل المآسي تسير «الحياة» في مجراها كالنهر، فالأحداث الثقافية كالمهرجانات والمسابقات والمعارض الفنية ومعارض الكتب تقام في مواعيدها المجدولة مسبقاً، سواء في عالمنا العربي أم على مستوى الوطن، بعضها يمر من دون أن تشعر به لأنه مكرور، وبلا جديد، فقد بريقه، لم يتطور لثبات القائمين عليه، والثبات موت، لذلك أعجبني سؤالك فهو يضعني أمام ذائقتي الثقافية وضميري الإنساني، لأقرر بحيادية، ومن دون تحيز أو مجاملة. معرض الرياض الدولي للكتاب يشدني عاماً بعد عام كحدث ثقافي مهم، ومعرض جدة الدولي للكتاب هذا العام، حدث ثقافي مهم، حصد حضوراً وجمهوراً، ويمثل ختام المسك لعام 2015 ثقافياً، مع ذلك لم يكن هو الحدث الذي شدني، لأن لي عليه ملاحظات كثيرة كانت مبثوثة في كل التحقيقات الصحافية التي أجريت معي من بعض الصحف، لكنها للأسف لم تنشر، وأخذ الجانب الإيجابي، وهو لا يتعدى سطرين أو ثلاثة من كل ما أدليت به، مع أني أشد الرحال إلى معارض الكتب، بينما معرض جدة ذهبت إليه مرتين فقط وأرهقني التنظيم، ومواقف السيارات والممرات الضيقة، والإغلاق المبكر مع ختام الندوات. ويكفي هذا لتدرك أنه لم يشدني على رغم احتفائي بالقرار بعد معرض الرياض الدولي، وكان يمكن أن يكون أفضل لو بدأ العمل من لحظة إصدار القرار، وبسطوا مساحة المشاركة لمثقفي جدة ومؤسساتها الثقافية، لأن اليد الواحدة لا تصفق كما يقولون، أي أن معرض الكتاب الدولي بجدة كان يمكن أن يكون الحدث الأكبر والأهم في عام 2015 ثقافياً بالنسبة إلي.
تابعت جائزة «بوكر» لأنها جائزة عربية، تابعتها بشغف، وكنت أبحث عن روايات القائمة القصيرة منذ اكتشفت رواية يوسف زيدان «عزازيل» الفائزة بجائزة بوكر في دورتها الثانية، بعدها كان استغرابي من تباين مستويات الأعمال الفائزة والقائمة القصيرة، لكن رواية «ساق البامبو» للكويتي سعود السنعوسي، بحق تستحق الجائزة، وهي رواية جميلة على كل مستويات. جائزة العويس لم أتابعها لكني فرحت هذا العام بفوز الصديق الروائي يوسف القعيد، والتهنئة محفوظة حتى ألقاه. وهناك كتب كثيرة جذبتني منها «الفتوحات المكية» لابن عربي، وآخر قراءاتي «وعاظ السلاطين» لعلي الوردي. أتمنى أن تتجه الأمانات ووزارة الثقافة والإمارات والمحافظات إلى التفكير في إنشاء مكتبات الحي، ولجان لفرز المنتج الأدبي والفكري، لمعرفة مدى جودته وقابليته للدخول ضمن المشهد الثقافي بثقة وأمان، كي لا يفقد الثمين قيمته وسط أكوام الغث.
مقبول العلوي:
جائزة أدبية كبرى
الأحداث الثقافية التي حدثت في 2015 كثيرة، لعل من أهمها بالنسبة إلي إقامة معرض الكتاب في مدينة جدة أو عودته بمعنى ما بعد انقطاع. بالنسبة إلى الجوائز فإنني أتابع أخبارها عبر وسائل الإعلام، وهي كثيرة وبعضها مهم جداً لأنها تدلنا على بعض الكتب المهمة التي تستحق القراءة.
الكتب التي جذبتني هذا العام كثيرة، ربما من أهمها بالنسبة إلي كتاب «في التصوف الإسلامي وتاريخ» وهو من تأليف رينولند نيكولسون، وهو كتاب مهم في موضوعه للباحثين عن تاريخ التصوف الإسلامي. وهناك كتاب مذكرات تينسي وليامز عن دار المدى، ومن الروايات المهمة رواية «كتيبة سوداء» لمحمد المنسي قنديل. أما الأماني فهي كثيرة، ولكن ربما من أهمها أن تكون هناك جائزة أدبية كبرى تمنحها الدولة كل عام لمن يستحقها، ولمن قدم جهوداً ملموسة في المجال الأدبي الإبداعي.
محمد حبيبي:
مسرح جازان وجائزة الأوروغواي
عودة معرض كتاب جدة الدولي، ونجاحه في أن تكون له سمة مستقلة عن معرض الرياض الدولي أراه الحدث الأبرز. إلى جانب رحيل عدد من الأسماء المؤثرة في المشهد الأدبي والثقافي العربي كجمال الغيطاني وفاطمة المرنيسي. وعلى الصعيد المحلي، لعل في رحيل الصديق الصحافي المثقف والمؤرخ عمر المضواحي ما يعد من أفدح الخسارات. وما أبهجني في ما يتعلق بالجوائز الأدبية والثقافية فوز الشاعر الصديق أحمد الملا بجائزة الثبيتي؛ ففوزه يعد انتصاراً لقصيدة النثر ومؤشراً على تطور مفاهيم تقويم الأحق والأجدر في استحقاق الجائزة. وأبهجني كذلك فوز الشاعر الصديق علي الحازمي بجائزة مهرجان الأوروغواي للشعر والرواة، كونه سلط الضوء على الشعر العربي في ذلك الجزء البعيد جغرافياً عنا. كما أرى أن فوز نادي المسرح بجامعة جازان بجائزتين في مهرجان طنجة الدولي للمسرح الجامعي بدورته السادسة، وفي ظل وجود فرق مسرحية جامعية أوربية هو فوز مهم للمسرحين السعودي والعربي.. كتاب «أصوات الرواية: حوارات مع نخبة من الروائيات والروائيين» ترجمة وتقديم لطيفة الديلمي، الصادر ضمن سلسة كتاب دبي الثقافي يونيو. أراه من أهم ما صدر من كتب في 2015، إذ يقدم خلاصة عن طقوس وبواعث وأجواء كتابة الرواية لدى نخبة من أهم روائيات وروائيي العالم، إذ تم اختيار الحوارات من خلال نشرها في أهم المواقع والمجلات العالمية المختصة والمتسمة بحرفية ومهنية المحاورين، الذين استطاعوا استخلاص خبرات ثرية للغاية مفيدة، ولا غنى عنها لكل الكتاب والمبدعين. وأتمنى أن يعم السلام والطمأنينة العالم والبشر؛ وأن تصبح الثقافة والوعي سلوكاً وممارسة.
سعد الثقفي:
الخروج من حال الركود
ليس هناك أجمل من خبر فوز الشاعر الصديق علي الحازمي بجائزة مهرجان الأوروغواي للشعر العالمي، وهو يستحقها نظراً إلى تجربته الجميلة مع الشعر. وكل الكتب التي اقتنيتها كانت بعيدة عن المشهد الثقافي، فقد كانت في الكيمياء والتاريخ وغيرها، إذ قررت أن أرتاح قليلاً من متابعة المشهد الثقافي، لكنني قرأت «النقد الثقافي» لحسين قاصد من العراق، فقد كان يتحدث عن النقد الثقافي من منطلقات أخرى، وهو أكاديمي وشاعر عراقي معروف. وليس هناك من أمنية ثقافية أكثر عندي من الخروج من حال الركود الثقافي الذي نمرّ به حالياً، وتصحيح أوضاع الأندية الأدبية التي أعتقد بأنها ساهمت في تشتيت المشهد الثقافي، وساعدت في تخبطه بإداراتها الحالية، التي يبدو أنها لن تغادر قبل خراب مالطة على أية حال.
محمد الخضري:
رعاية الدولة للثقافة
الحدث الثقافي الأبرز الذي شدني في عام 2015 هو معرض جدة الدولي للكتاب، الذي عاد بعد غيبة طويلة عن هذه المدينة الفاتنة، وإن كنت تمنيت أن يكون التنظيم والحضور أكثر، ولكنه بداية مبشرة لما لجدة من إرث تاريخي ثقافي. الكتاب الذي لفت نظري وجذبني اقتنائه رواية الأديب والناشر الأردني جهاد أبوحشيش، رواية بيمان «درب الليمون» وزمانها من 1967 إلى 2014، ومكانها من فلسطين إلى الأردن، إلى بيروت، إلى تونس، إلى المغرب إلى كوباني وبطلها مناضل فلسطيني يقطع البحار والقارات بحثاً عمن يحب، ومن يجد فيه وطنه. الأماني في الشأن الثقافي كثيرة يا صديقي.. فأنا أتمنى أن أرى في بلادي أكثر من معرض للكتاب، وأن أرى في بلادي التي تزخر بالمثقفين والمفكرين أكثر من روائي وأكثر من شاعر وأكثر من مسرحي وأكثر من تشكيلي. وأمنيتي أن ترعى الدولة عبر مؤسساتها المعنية بالثقافة، وأن تمنح المبدعين ما يستحقون من العناية والاهتمام والتحفيز لعطاء أفضل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.