الفنون هي قدرة لاستنطاق الذات، تتيح للإنسان التعبير عن نفسه أو محيطه بشكل بصري أو صوتي أو حركي، ومن الممكن أن يستخدمها الإنسان لترجمة الأحاسيس التي تنتابه في ذاته الجوهرية، وهي حالة ثقافية تدعم حراك المجتمعات في التطور وتبرز هويتها ضمن حزمة المعارف التي ترسخ الحضور المجتمعي وتبرز صفاته الحضارية التي تتقاطع مع مجمل الثقافات الإنسانية الطامحة إلى فهم الذات والآخر في مسار بناء الحضارات من خلال ضروب الفنون التي تتشكل قواعدها الأساسية على الفنون التشكيلية والصوتية والحركية بكل ما تحتويه من توظيف للمهارة، والحرفة، والخبرة، والإبداع، والحدس، والمحاكاة. ولا شك بأن أيقونة الفن السعودي "مسرح التلفزيون" الذي لاقى رواجاً بدايات البث التلفزيوني في أوائل الستينيات من القرن الميلادي الماضي، حيث أسس مسرح التلفزيون لمنظومة تمثلت في إشهار النجوم من فناني تلك الحقبة من المشاهير بالإضافة إلى احتضان المهارات الواعدة واكتشاف الموهوبين وتقديمهم للجمهور السعودي العريض من خلال نشاطات مسرح التلفزيون. ولأسباب موضوعية واضحة المعالم، فقد أصيب قطاع الفنون في المملكة بحالة من التقوقع والركود لفترة زمنية ليست بالقصيرة واكبها تطبيق الدولة السعودية الفتية لمشروع تنمية فريد من نوعه شمل كافة مناطق المملكة وفي كل القطاعات وصولاً إلى ما نشهده حالياً من تطبيق نوعي تمثل في إعلان منهج الرؤية 2030 والتي يعقد عليها الوطن الآمال نحو مستقبل واعد لمملكة تعي عمق وثراء كنوز الفيسيفساء الثقافية النادرة الوجود والتي تنصهر في هوية موحدة تهنأ في وطن فخور بما مضى، يعيش في الحاضر الرضا، ويخطط للمستقبل تحت الظلال الوارفات لهذه الدولة السعودية التي ما فتئت تحض على العلم والنماء بقيادة الملوك الصالحين. وها نحن اليوم نشهد حصاد ثمار الأمل تتمثل في إحداث النقلة النوعية في الإعلام والثقافة السعودية وكل ما يرتبط بها من إبداع وفنون، ضمن إستراتيجية واضحة المعالم يقودها وزير مستنير بشخص معالي د. عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام يضيء مصباح الإبداع الوطني المكلل بصدق النوايا وطيب العمل ليشع مسرح التلفزيون بطاقاته الهائلة الأثر في تشكيل الوعي المجتمعي ضمن حزمة برامج الثقافة والإعلام الرفيعة والمؤثرة في حراك مجتمع يكتنز طاقات باذخة الحضور مسجاة بالخلق الرصين وخبرات متراكمة موشاة بالعلوم والمعارف وشباب واثق مقتدر يقود المرحلة. وحتماً فإن تطبيقات الرؤية 2030 لوزارة الثقافة والإعلام ضمن باقات الأمل في الرؤية الوطنية الكبرى للدولة تقود إلى جملة من المشروعات على أرض الواقع ومن ضمنها حراك اليوم في إعادة الحياة إلى شرايين مسرح التلفزيون السعودي وإقرار مشروعاته التي لا شك ستسهم في إحداث نقلة نوعية رصينة تتماشى وقدرات شباب المملكة بما ينعكس إيجاباً على مجمل الطيف الثقافي التواق إلى الجديد. فقد أثبت الفن السعودي جدارته في نشر إبداعاتنا الفاخرة فالعطاء الفني السعودي تواصل رغم فجوات الإنقطاع. وهو القرار في وعي الإدارة للشأن الثقافي الإعلامي السعودي الواعد أن يكون مسرح التلفزيون السعودي حاوياً للجميع من أبناء المملكة المبدعين محققاً للجميع الفرصة سواسية لإبراز مهاراتهم واحتضان إبداعاتهم، حيث النظرة الواعية إلى المستقبل أن يكون مسرح التلفزيون السعودي بمثابة منصة إنتاج للأعمال الإبداعية الفنية الثقافية وتطويرها لتكون رافداً غدق العطاء للتلفزيون السعودي وللحديث بقية. *مستشار وزير الثقافة والإعلام والمشرف العام على مسرح التلفزيون