الحديث عن لاعب الوسط الأسطوري محمد الشلهوب يحتاج إلى مجلدات فهو ليس مدرسة بل جامعة في العطاء الفني والأخلاق والأدب والمثالية والقيم السلوكية والانضباط بمعنى أنه قدوة في كل شيء بعد أن فرض احترامه ليس فقط على جماهير فريقه بل على الجماهير السعودية والخليجية والعربية بشكل عام، الكل يتحدث عنه ويردد اسمه طويلا والكل يراه نجماً من ذهب أصلي لا يصدأ، والكل يتمنى بقاءه لأعوام طويلة وأن لا يعتزل الكرة فتغيب هذه الميزات والخصائص التي لا توجد إلا فيه وتبقى ماركة مسجلة باسمه. الشلهوب تاريخ ثابت لا يتبدل ونجومية حصرية مطلقة جعلته يتجول بين منصات الذهب طويلا مع المنتخب السعودي، وفريقه كبير الأندية السعودية وزعيمها ويمتلك سجلا حافلا من البطولات يفوق بطولات بعض الأندية عددا وقيمة، بقي وفيا لا يتذمر من دكة الاحتياط يكن كل الاحترام لمديره الفني ولم يشتكِ مثل غيره أو تظهر منه ردة فعل غاضبة عند استبداله كما فعل أنصاف لاعبين "ابتلي بهم الهلال"، تعودوا على عدم الانضباط والسهر والسفر، ولم يقدموا ربع ما قدمه الموهوب فهو إن شارك بذل واجتهد وفق عمره الكروي الحالي، يؤدي بروح وجدية ولا يميل للاستعراض والتفنن ب"لعبات الكعب" التي ترتد وبالا على فريقه كما يفعل سلمان الفرج وبعض ممن يستهويه الأداء الفردي، لذلك لا عجب أن تمنى الوسط الرياضي وحتى الاجتماعي استنساخه لكرة القدم السعودية حتى يستفيد منه النشء، ويقتدون بأدائه وسلوكياته، ومشكلة فريقه أنه لا يمتلك إلا شلهوبا واحدا فقط. ما جعله يضيع في بعض مواجهات الدوري وكاد يضيع أمام الريان القطري وكان فريقا فوضويا قبل دخول الشلهوب. من حق جماهير الهلال أن تتخوف من المباريات المقبلة وأن تخشى ضياع الصدارة بدءا من مواجهة الاتحاد، فليس هناك إلا شلهوب واحد والبقية يغردون خارج السرب لا روح ولا حماس ولا جدية في الأداء، والاهتمام بالمظهر و"اللوك" والميل لعروض "الكعب" شعارهم أولا باستثناء السوري عمر خريبين أما البقية سواء أجانب أو محليين لا يؤمل منهم أي عطاء إيجابي.