تضع خطة، ثم تنفِّذ، وتتابع، وأخيرًا تقيِّم النتائج. نقصد بالمتابعة هنا الشق الإيجابي منها، وهو التقويم المستمر، وليس الفرجة السلبية على تكرار الأخطاء، ثم البكاء على اللبن المسكوب بعد فوات الأوان. لا يمكن بأي حال من الأحوال اختصار قصة الفوز الهلالي المثير في ليلة «الريان» على ركلة الجزاء القاتلة، التي تصدى لها بكل جسارة وثقة «الكابيتانو» المتجدد محمد الشلهوب، وسجل منها، وصعد بفريقه إلى زعامة مجموعته الآسيوية الصعبة؛ فالهلال بشهادة الدنماركي مايكل لاودروب كان مبادرًا، وتهيأت للاعبيه فرص سهلة، أضاعها مهاجمه البرازيلي ليو برعونة مستفزة لمدرج فريقه. نعود إلى المتابعة.. ما زال الهلال يعاني من إضاعة الفرص السهلة، وما زالت «روح الهلال» غائبة، وهي لا تحضر إلا مع توهج نواف العابد أو قتالية المهاجم السوري عمر خريبين. وزاد على هاتين المشكلتين أخطاء فنية غير متوقعة من جانب الأرجنتيني رامون دياز الذي اعتاد على ركن خريبين احتياطيًّا، والاستعانة به كورقة رابحة في الربع الأخير من المباراة، علاوة على تغييرات غريبة، مثل سحبه النشط عبدالله عطيف في عز حاجة الفريق له، واستمرار إشراكه للسلبي ليو. لذلك لا لوم على المشجع الهلالي الوفي إن غضب من سلبية بعض لاعبيه، وغياب روحهم القتالية.. وازداد غضبًا على سوء تعامل مدربه مع أحداث المباراة؛ وطالب إدارته بضرورة محاسبة اللاعبين والمدرب قبل المواجهات المفصلية الحاسمة في دوري جميل، وكأس الملك، والمعترك الآسيوي.. ولكن ما يميز هذا الجمهور أنه مثقف، وحكيم، ويعي دوره جيدًا في مسؤولية تحفيز فريقه للمقبل من المباريات؛ لذلك سيلتف حول فريقه التفاف المحب العاشق، وسيدعم كل مفاصله مفوتًا على الكارهين والمبغضين للزعيم الفرصة في دق إسفين الخلاف وزعزعة الفريق في ذروة مواجهات الحسم من أجل استعادة لقب الدوري العنيد، والمضي قُدمًا في آسيا طلبًا للقبها الذي طال بُعده. الأهلي وروح التحدي القاعدة تقول إن الأهلي يتحدى الظروف الصعبة، ويتغلب عليها. من غير المألوف أن تخرج مستويات «الراقي» عن هذا النطاق، خاصة مع قيادة المدرب السويسري غروس. وما فعله رفاق «العقيد» عمر السومة في مجمع السلطان قابوس بمسقط جسّد أحد هذه الصور الذهنية المحفوظة في الذاكرة. روح الفريق الواحد الوقادة، وانضباط تكتيكي محترم، يقوده مدرب خبير، وحارس متمكن واثق من قدراته، ونجوم يمتازون بالمهارة والطموح، ويتوج عطاءاتهم هداف لا يشق له غبار. رغم البُعد عن القواعد، وظروف النقص الصعبة، وشراسة الخصم.. إلا أن الأهلي يعود من مسقط بفوز ثمين، ويعتلي الصدارة محققًا العلامة الكاملة، وكأنه يكشف عن شعاره الجديد «الهدف والطموح آسيا». الروح، والانضباط، والبديل الجاهز، والحراسة المطمئنة، والهداف أسلحة قوية بيد العجوز غروس الذي يقرأ خصومه جيدًا، وكذلك المباريات. فواصل * عمر خريبين باختصار.. في الملعب: انضباط وحماسة وروح قتالية، خارج الملعب: هدوء والتزام وتصريحات عقلانية.. في الإطار نجم طموح بهمة عالية. * النجم الكبير محمد الشلهوب «خلص الكلام».. كتبنا: الذهب لا يصدأ، فزاد في عطائه، وزدنا: سحابة تمطر إنجازات، فزاد أكثر، قُلتها مرارًا: إنه القدوة الحسنة للاعبين الشباب، فاعتبروا. * للنجم عبدالله الزوري: الجمهور الهلالي يريد رؤية حضورك في الملعب كما كنت في سابق عهدك، ولا يحتاج «سنابات» السخرية وكشف خفايا البيت.. نصيحة «الثقل صنعة»! * لرجال التعاون «سكري القصيم»: الكرة لا تزال في الملعب، والروح تقهر الصعاب، الفتح قدم أنموذجًا يستحق الاستدلال به بأدائه اللافت أمام لخويا القطري المدجج بالنجوم.. القمم تريد هممًا.. وأنتم أهل لذلك. أخيرًا.. في الأوقات الصعبة تظهر قوتك الحقيقية.