جموع غفيرة شيعت النقيب عمر "عمر أبو خشيم" أحد أبناء الوطن الذين قدموا أرواحهم فداء لدينهم ووطنهم ومليكهم، لا شيء أغلى عندهم من الوطن الذي يرخصون دماءهم من أجله، فالشهادة دون بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين شرف لا يوازيه شرف آخر. أبطال أشاوس عاهدوا الله فأوفوا بعهدهم يدفعهم بذلك إيمانهم وعقيدتهم الصادقة، تجدهم متراصين صفاً واحداً يحرسون الثغور، بأياد من حديد وقلوب لا تلين ولا تميل عن الحق، جميعهم كجسد واحد وعلى قلب واحد يتفادون بالأرواح ويسعون للشهادة وقبل ذلك النصر الذي يحققونه باستمرار. قصص أبطالنا وبطولاتهم في الحد الجنوبي مدعاة للفخر برجال قواتنا المسلحة الذين سطروا الانتصارات ودحروا الأعداء، أبطال يرون أن الله شرفهم بهذه المهمة الكبيرة وهذا الشرف المميز لردع من تسول له نفسه العبث بأمن قبلة المسلمين. قبل أيام قليلة شيع أبناء الوطن بالرياض النقيب عمر بن محمد بن ناصر المشعلي أحد منسوبي القوات البرية السعودية، وتلقى والده التهاني بهذا الشرف، في مجلس لم يخصص للعزاء بل للتهاني والافتخار بأخبار الانتصارات وبطولات الأبطال من أفراد وضباط القوات المرابطين على الحدود. والد "الشهيد عمر" الشيخ محمد بن ناصر أبو خشيم عبر ل "الرياض" عن فخره واعتزازه بابنه الذي أستشهد وهو يدافع عن دينه ووطنه ومليكه في الحد الجنوبي بالربوعة، مبيناً أن ابنه شارك في الحرب الأولى والحرب الثانية، مؤكداً فخره بكل أبناء الوطن المشاركين على الحدود الرادعين للأعداء. وأشاد بموقف ابنه البطولي الذي أستشهد وهو يحاول إنقاذ زميله المصاب مبيناً أن زملاءه ذكروا له أن الشهيد عمر طلب منهم الانصراف لمواقعهم والتصدي للعدو والانتشار حتى لا يكونوا صيداً ثميناً للعدو، وظل مخاطراً بروحة في سبيل إنقاذ زميله ليلاقي ربه بجوار زميله المصاب ودون حد الوطن، منوهاً بروح زملائه وتكاتفهم وتعاضدهم والتفافهم ومحبتهم لبعضهم، وموضحاً أن هذا لم يحدث إلا بسبب العقيدة الصافية والهدف السامي المشترك بينهم. الشهيد عمر أبو خشيم الشيخ محمد أبو خشيم