شيعت جموع غفيرة شهيدي الواجب الرقيب علي مساوي في جامع قرية المقالي في مركز السهي، ووري جثمانه الثرى بمقبرة القرية أول من أمس، والشهيد البطل عبدالله داحش الذي وصل جثمانه على متن طائرة للدفاع الجوي، الذي استشهد في ظهران الجنوب بمنفذ علب. وتقدم محافظ صامطة عبدالعزيز الطيار، نيابة عن أمير منطقة جازان محمد بن ناصر صلاة الجنازة، على شهيد الواجب الرقيب علي مساوي، بحضور رئيس مركز السهي مقعد السبيعي، وقائد الإسناد بقوة جازان العميد عبدالمحسن الذيابي، وقائد سرية المدفعية بظهران الجنوب الرائد سعيد الشهراني. واستشهد الرقيب علي مساوي دفاعاً عن وطنه على الحد الجنوبي في ظهران الجنوب، إثر تبادل النيران مع العدو، مرخصاً نفسه للدفاع عن الوطن. ونقل العميد عبدالمحسن الذيابي تعازي ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لأسرة الشهيد، سائلاً العلي القدير أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يلهمهم الصبر والسلوان، كما قدم محافظ صامطة الطيار تعازي أمير المنطقة محمد بن ناصر. وتحدث والد الشهيد الشيخ يحي مساوى شوك، وقال: «الحمد لله على كل شيء، فهذا قضاء الله وقدره ولا اعتراض على حكم الله، كما أن أمه صابرة محتسبة ذلك عند الله تعالى، فولدي علي استشهد وهو يدافع عن وطنه بكل بسالة وهذا بالنسبة لنا فخر كبير وشرف نعتز به مدى الحياة، وأحمد الله أن أبني توفي وهو مخلص لدينه ومليكه ووطنه، فالوطن يستحق منا كل شيء، وأننا على استعداد بأن نفديه بالروح، وكل ما نملك، وكذلك نفدي قائد مسيرتنا حفظه الله الملك سلمان». وعبر شقيق الشهيد وهو مرابط على الحد الجنوبي عن اعتزازه وفخره باستشهاد أخيه، كونه أحد الأبطال الذين قدموا أرواحهم لخدمة دينهم ووطنهم، ومات ميتة الأبطال في ميدان الشرف والكرامة، مؤكداً أن من حق الوطن علينا جميعاً، أن نبادر لحمايته بأنفسنا وأموالنا وكل ما نملك، وسنقف جميعاً صفا واحداً مع قيادتنا الحكيمة، ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره في كل الأحوال والظروف. وكما قال الأخ الثاني للشهيد وهو جندي بحرس الحدود إبراهيم شوك: «كان رحمه الله طيب القلب دائم الابتسامة، محبوب من بين جميع أفراد أسرته وزملائه وأصدقائه، شجاع وغيور على دينه، محب لمليكه ووطنه»، مذكراً بأن الشهيد وذويه كانوا على اتصال دائم معه حتى يوم استشهاده حيث قال لي: «إما النصر أو الشهادة». يذكر أن الشهيد يبلغ من العمر 30 عاماً، وهو متزوج وله بنت اسمها وريف (تبلغ من العمر ثلاث سنوات)، وباسم (يبلغ من العمر سنتين)، ويأتي ترتيبه الرابع من مجموع 12 من الإخوة والأخوات. بدوره، قال شيخ شمل قبائل الموسم الشيخ حسن أبوطالب عريبي، معزياً زملاء الشهيد الذين قدموا من ظهران الجنوب وعلى رأسهم قائد السرية الرائد سعيد الشهراني، وأفراده على وجه الخصوص، وأفراد القوات المسلحة على وجه العموم الذين حضروا الصلاة والدفن، معزياً جميع شهداء الوطن الذين سطروا بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة ملاحم من ملاحم البطولات والتضحيات والفداء، من أجل تبقى هذه البلاد حرة آبية مرفوعة الهامة مرفرفة الراية الخضراء إلى الأبد. وقال قائد السرية الرائد سعيد الشهراني: «إن الشهيد كان من المحافظين، والأمرين بالصلاة، وعرف عنه المبادرة، والشجاعة، وقوة البأس، والتعاون مع زملائه». من جهة أخرى، وصل بعد ظهر أمس لجازان جثمان الشهيد البطل عبدالله داحش على متن طائرة للدفاع الجوي، بعد أن استشهد في ظهران الجنوب بمنفذ علب، بتاريخ 4-12-1437ه، أثناء دفاعه عن حدود بلاده ومقدساته، واستقبل الجثمان ضباط أمنيون وعسكريون، وجمع من أهالي وذوي الشهيد، وأقيمت صلاة الميت على الشهيد عبدالله داحش بجامع الكدمي التابع لمحافظة صبيا.