عرفت المجتمعات ما يسمى بالمليشيات الإرهابية وبالمنظمات الإرهابية واليوم تلتحق بهذه المسميات دول لتكون دولا إرهابية. لو طرحنا سؤالا على الملأ في أحد المحافل الدولية وكان السؤال على النحو التالي: من هي الدولة التي ترعى الإرهاب وتستضيف على أراضيها قادته؟ ومن تنشئ المليشيات وتدربها وتمولها وتصدرها؟ ومن تعمل على تصدير الصراع الطائفي وتخصيب قنبلته؟ ومن تسعى لزعزعة استقرار الدول الآمنة بدعم الإرهاب والارهابيين؟ ومن لا تقيم وزنا للقانون الدولي وللأعراف الدبلوماسية وتقتحم السفارات وتغتال الدبلوماسيين؟ فضلا عن برنامجها النووي المشبوه واختباراتها لصواريخ بالستية تهدد بها الأمن والاستقرار. سؤال لن يصعب الإجابة عليه بل وستكون الإجابة بالإجماع عليه بأنها إيران أو (إيرانهاب). فمنذ أن ظهرت الثورة الخمينية البائسة أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات والمنطقة تعاني من تدخلات وإرهاب وإشعال للمنطقة على أساس طائفي مقيت تبتغي به طهران السيطرة على المنطقة بأدوات الإرهاب من مليشيات وتنظيمات وإثارة النزاعات الطائفية. قبل أيام أقيم في ميونخ بألمانيا مؤتمر أمني جرى الحديث فيه عن التهديدات الأمنية التي يمر بها العالم من جهة وأمنه وسلمه العالمي، ومن جهة أخرى أمن واستقرار منطقتنا التي عانت ومازالت تعاني من الإرهاب الإيراني. وبالنظر لهذه الأخطار كان لا بد من التفكير والعمل على تقديم الحلول ليتم الاستقرار في المنطقة. نظرا لذلك فقد تمت الإشارة إلى طهران صراحة بأنها هي المشكلة وبأنها أكبر دولة داعمة للإرهاب وهي المسؤولة عن هذا الإرهاب والتصدي لها ولمليشياتها الإرهابية هو الحل حتى يتم الاستقرار في المنطقة. هناك اليوم إدارة أميركية جديدة ترى هذا الخطر وتتقاسم هذه الرؤية مع منطقتنا العربية والإقليمية التي ترى هذا الخطر في إيران ولعلنا نذكر ما قاله وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو والذي قال بأن إيران تقوم على زعزعة الاستقرار وتقوم على تشييع سورية والعراق. وكذلك على لسان أكثر من مسؤول أميركي بأن إيران هي أكبر راعٍ للإرهاب. ومن هذا المنطلق آن الأوان ليتم القضاء على الإرهاب ومصادره ليتحقق الأمن والسلم في مناطق الصراع أولا وفي باقي المنطقة والعالم. سورية هي إحدى بؤر الصراع التي تغص بقادة مليشيا الحرس الثوري ومليشيات إيران الطائفية من كل مكان وتواجد إيران هناك والمليشيات الإرهابية قد حول سورية إلى خراب وإلى نزاع على أساس طائفي قضى على إثره ما يقارب المليون وهجر أكثر من 12 مليون شخص بالإضافة إلى الخسائر في الممتلكات والجرحى وغيرها من المشاكل وقل مثل ذلك في العراق ولو لم تهب دول التحالف العربي بعاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن لكان وضع اليمن أشبه بالعراق وسورية اللذين تنهشهما الطائفية الإرهابية المدعومة من إيران والمنظمات الإرهابية التي لا تبعد اتباعا لطهران وإن غيرت شعاراتها؛ حيث إن ذلك أصبح للكل معلوما فلم تذق إيران سعير عملياتهم الإرهابية على أراضيها ولا مرة ولا حتى يغتال أحد قادة إيران على أيديهم. الوقت الآن يلح على العالم أجمع أن يتحرك ويضع حدا للإرهاب، وإن لم يرد المجتمع الدولي معاقبة طهران بشكل مباشر خوفا من الحروب وانعكاساتها فالواجب استئصال المليشيات المدعومة إيرانيا في كل مكان فلا يقبل أن يكون داخل الدول مليشيات تحمل السلاح وتقاتل بل وتتصادم مع الدولة في مرات عدة كما هو الحال في لبنان واليمن والعراق. فقطع دابر هذه المليشيات سيجعل إيران عاجزة عن تمرير إرهابها؛ فهم الأقدام التي تمشي بها إيران وتصول بهم في المنطقة وتجول. العمل بتوحيد الجهود هو الحل وذلك من خلال التعاون مع دول المنطقة وبالذات المملكة العربية السعودية لخبرتها في مقاومة الإرهاب الذي عانت منه مرارا حتى على مستوى استهداف المسؤولين السعوديين في محاولة خيب الله فيها تدبير من أراد ببلادنا وأهلها سوءا ونجا من مكرهم -بفضل الله- ولي العهد حاليا الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية والذي تقلد ميدالية تينت من الاستخبارات الأميركية قبل أسبوع عرفانا بمحاربته للإرهاب وأهله. المملكة تقوم بحمد الله على حماية الإسلام والمسلمين في ظل حكومة (سلمان الحزم )مؤمنة بعملها نصرة للدين وللمسلمين فقد شكلت حكومة خادم الحرمين الشريفين تحالفا إسلاميا مكونا من 41 دولة إسلامية يقوم على محاربة الإرهاب والمنظمات والمليشيات وقد يكون قريبا تحركه بالتنسيق مع المجتمع الدولي ومع الولاياتالمتحدة لوضع حد للإرهاب وأهله ويتم القضاء على داء العصر ليعود الأمن والاستقرار. *أكاديمي وباحث في العلاقات الدولية