سبق وان طرح في هذه الزاوية وصف لحيوية المجتمع السعودي ومشاركته في الرأي والموقف في القضايا الوطنية والاجتماعية التي لها علاقة مباشرة في حياته أو مستقبل وطنه، فالرأي العام السعودي تجاوز بحضوره العلني الداخل المحلي الى مستويات خارجية، حتى أصبح الاستشهاد بآرائه في المحطات الفضائية الأجنبية مادة شبه ثابتة عن الحديث عن السياسة العربية أو التحديات التي تواجه المسلمين في الخارج، الملح المهم في الرأي العام السعودي هو أنك تجده دائماً يقف وراء قيادته في سياستها الخارجية مدافعاً موضحاً لموقف بلاده من القضايا الدولية. فرأي عام بهذه الأهمية والوعي، لا يترك مجالاً أمام المتابع للشأن السعودي إلا أن يحترمه، ولا أقول أن لا يخالفه أو يعارضه، فاحترام الرأي شيء ومعارضته شيء آخر، فعندما يكون الرأي معلناً وباسم صريح فهو رأي محترم مهما كانت درجة الخلاف معه، ظهر رأي مجموعة من الجمهور السعودي عارضت بعض الفعاليات التي تنظمها هيئة الترفيه ولم تعارض الترفيه كمفهوم أو نشاط، ولكن المؤسف أن بعض الكتاب تعمد تسفيه هذا الرأي ووصفه بالمتشدد والرجعي، فقط لأنه عارض مهرجاناً ترفيهياً واحداً، ولم يعارض النشاط ككل، بينما بعض الكتاب قد يعارض خطيب جمعة أو شيخاً ما ويقول: إنه يختلف مع هذا الخطيب ورأيه وليس اختلافه مع الدين، فنقول لهذا الكاتب تقبل رأي من اختلف معك وفقاً لمبدأ الاختلاف لديك.. الأمر الآخر ليس من الحكمة ان يكونوا كتاب الصحف خاصة ونجوم الفضائيات في اتجاه والرأي العام في اتجاه آخر، ونلوم الجمهور إذا نشط في شبكات التواصل الاجتماعي ووضع رأيه الذي يختلف به مع الإعلاميين، بل إن بعض الإعلاميين يذهب إلى ما هو أكثر من ذلك ويتهم المتفاعلين في شبكات التواصل بأنهم يريدون أن يمزقوا الوحدة أو أن لهم أهدافاً مشبوهة، والحقيقة من واقع التخصص والمتابعة أقول وبضمير مرتاح: إن الجمهور السعودي في شبكات التواصل الاجتماعي هو الأكثر ولاءً واحتراماً لقيادته ووطنه، فأكثر من حارب الإرهاب في مواقع التواصل هم الجمهور السعودي ولعلنا نتذكر المقطع الذي انتشر للبطل عواجي عند مواجهة أهل الشر، والذي رصدته فتاة سعودية ووصل لكل مكان في العالم.. فالإعلامي الذي لا يحترم المخالف له في الرأي هو لا يختلف عن المتشدد الذي لا يقبل الاختلاف، فأن تكون مع الترفيه أو ضده فهذا أمر مقبول إن كان الرأي في إطار الاحترام.