حملت الأيام الماضية، أخباراً مضيئة تتعلق بالمسيرة العملية للمرأة السعودية، وتفوقها الباهر في كافة مجالات الاقتصاد الوطني باعتبارها رافداً لا يقل أهمية عن مشاركاتها الفاعلة في غالبية مجالات العمل العام في بلادنا. فالمرأة السعودية، التي حققت عن جدارة إبهاراً رائعاً في أدائها بمحاور التنمية، وصلت من خلاله إلى العالمية عبر نماذج مضيئة خلدت اسمها في المنابر المتعددة دبلوماسياً وطبياً وعلمياً وتعليمياً واقتصادياً عبر سلسلة سيدات الأعمال، ها هي تستحق الثقة شبه المطلقة عبر ثلاثة نماذج أخرى تستحق التوقف عند دلالاتها العميقة التي تؤشر إلى أن الثقة المتعاقبة من قبل أعلى الهرم القيادي في المملكة، لم تأت من فراغ، وإنما تستند في مجملها إلى ما يعنيه الاطمئنان الكامل لمستوى الأداء والتفكير والمهنية التي تتمتع بها المرأة السعودية، وتدحض بشكل كبير كل الأقاويل التي تتناول مسيرتها العملية والعلمية بالتشكيك أو التهوين. إذ لم تمضِ عدة أيام على تعيين السيدة سارة السحيمي على رأس مجلس إدارة السوق المالية السعودية "تداول"، حتى توالت الأخبارُ المفرحة لنا جميعاً بتعيينات نسائية جديدة لقيادة القطاع المالي والذي حمل أيضاً تعيين كل من رانيا نشار رئيساً تنفيذياً لمجموعة سامبا المالية، لتصبح أول سيدة تقود الإدارة التنفيذية لبنك في المملكة، وتلاها بساعات تعيين لطيفة السبهان مديراً ماليا للبنك العربي الوطني. ثلاثة أخبار مهمة، تعني أن هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين، تقود منظومة دعم المرأة اقتصادياً، وضمان مشاركتها في مرحلة صنع القرار الوطني بكفاءة، وخاصة في رافد اقتصادي يُعد الأعمق تأثيراً والأقوى نفوذاً. واللافت أن هذا الدعم لم يأت لمجرد المجاملة أو إثبات المشاركة فقط، ولكن جاء عبر آليات شفافة تعكس بيئة مواطنة شفافة ودقيقة توازن بين عنصري الخبرة في المجتمع، بحيث أن وصول سيدة لمثل هذا المنصب الرفيع في "تداول" جاء بالانتخاب، كاعتراف صريح بقيمة وقامة الكفاءة النسوية السعودية في محور التنمية والاقتصاد.. أخذا في الاعتبار القوة الاقتصادية النسائية الضاربة في مجمل الاقتصاد الوطني باستثمارات تتعدى ال60 مليار ريال، بما نسبته 21% من حجم الاستثمار الكلي في القطاع الخاص السعودي، وفق إحصائيات نشرت مؤخراً. ربما يكون صحيحاً أن هذه الثقة ليست جديدة، إذ سبقتها تجربة د. ناهد طاهر في منصب مدير عام بنك استثماري، لتكون أول امرأة سعودية تعمل مستشارة اقتصادية لبنك سعودي (البنك الأهلي)، ولكن هذه الدَّفعة النسوية الجديدة مؤشر يُبشر بالخير للمرأة وللوطن معاً، ويجعلنا نثق أكثر في قدرة العنصر النسوي على قيادة أرفع المجالات في بلدنا.