ها التاريخ.. وصوتها سيرة الواثبين للضوء منذ فجر الكلام.. نوال بخش.. أيقونة الإعلام الأولى وبيت الإذاعة الأجمل منذ الطفولة. في صوتها بشاشة العصافير أو غناء الأيك على غصون الصباح.. وإرثها فراشات ملوّنة تنشر العطر في آذاننا بعدها امتنانا، وتقتفيها وفاء.. أكثر من نصف قرنٍ وهي تشعل قناديل الكلام في أسماعنا، تغيب لتعدنا بالحضور، ثم تحضر لتعدنا بالمزيد من التاريخ. تربّى صوتها على أن يكون أنيقًا دائما إذا شاع.. واثقًا من لغته إذا ذاع.. نافذًا مؤثّرا في الأسماع..ثم لايبقى إلا تاريخًا يستلهمه اللاحقون بعدها. لنوال بخش الألويّات في الحضور الإعلامي الأنثوي فهي أول مذيعة في إذاعة الرياض قبل أكثر من خمسين عاما تحديدا في العام 1964م، ثم غامرت وقامرت فخرجت للضوء عبر شاشة التلفزيون السعودي مع بداياته فكانت زهرته الأجمل عبر سنوات طويلة شاركت فيه "بالتخصص" في برامج المرأة والطفل والشؤون الاجتماعية والخيرية لاسيما النسائية منها. ساهمت وبفعالية كبيرة في نقل ومتابعة مهرجان الجنادرية في تلفزيوننا السعودي الأول لأكثر من خمسة عشر عاما وكانت دائما أناقة الصوت وتهذيب الضوء وشريعة الواثقين فيه. شهاداتها شتى وتكريمها بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس الإذاعة السعودية تتويج لمسيرتها البشوشة وحضورها المؤثر وأولويّاتها المستشرفة للغد دائما. لسانها العربي الفصيح يتقن اللغة الإنجليزية دراسةً.. فتجمع حينها فطرة الحشمة بمتطلّبات المدينة فجاءت دائما مزيجًا مدهشا بين الحضور وحيثياته والمقام ومقاله. نوال بخش.. حمامة حطّت على برج الأثير الأول فكانت دائما السلام في مدينة الضوضاء واليقين الواثق في الشوارع المرتبكة..! "إبراهيم الوافي"