أن يرفض سمو ولي العهد ووزير الداخلية طلب بعض أصحاب المعالي لتهنئته بحصوله على الجائزة الأولى على مستوى العالم في الإرهاب، ويستقبل أبناءه من جمعية صوت متلازمة داون، فهذه ليست مفارقة تتطلب التوقف عندها واستخراج ما وراءها من حكمة أو رحمة، بل طبيعة متأصلة في شخصية ولي العهد، تلك الطبيعة التي شهدناها في السابق في احتضان أبناء الشهداء ورعايتهم ومواساتهم بالعوض المعنوي الأبوي الذي جعل فقد الأب ليس أمرا يعوض بمال بل واجب مقدس وانتماء وعبادة لله، تحرض طبيعة محمد بن نايف على تأديتها واستمرارها. رجل تربى على ثقافة المواساة والمساندة ووجهها إلى مكانها الطبيعي، حتى أصبحت الرحمة والرأفة أسلوب عمل في وزارة الداخلية، تعامل برحمة ورفق مع من خطط لاغتياله، وعمل على أن تكون توبة الجاني على الدين والوطن توبة تقابل بتسامح وعفو ودعم، ليرجع الضال إلى دينه ووطنه وأهله، فهل هذه مهارة قائد، أم حنان أب ورأفة ابن؟ مشهد احتضانه لملائكة متلازمة داون وتقبيل رؤوسهم بانحناء، يفسر طبيعة الرحمة بشخصية ابن نايف، عظيم قدم لكل متكبر درسا عظيما، فلم يكن متواضعا أمام عناد الإرهاب وجبروته، ولم ينحن أمام خطر المواجهة مع الشر في الداخل والخارج، طفلة متلازمة دوان هي من أجبرته على الانحناء لرأسها وتقبيله، فصقر محمد بن نايف يعرف كيف يصيد وكيف يجرح وكيف يفيد ويرحم، طفلة ولي العهد شعرها جميل وابتسامتها هوية بلد لا تكشف عن ثغرها إلا أمام من يستحق، فعندما وضع يده على رأس الطفلة عرف الجميع أن البراءة محمية ومصانة وجرحها دونه كف محمد بن نايف، فهل يتجرأ أحد بعد ما رأى كف الضرغام على إهانتها، البراءة والإعاقة أمانة بلد، هذه رسالة ابن نايف وهذه أمانته، فهنيئا للبراءة بحارسها وهنيئا للإعاقة بسندها، "فضل الله يؤتيه من يشاء". كان الوطن يحتاج لهذا المشهد الأبوي الحاني على من اختارهم الله ليكونوا ملائكته في الأرض، واختار بفضله حارسهم وراعيهم، فالشكر لله الذي أمر بالتراحم وبعده شكر لصاحب القلب الرحيم والكف الحامي بعد الله للرحمة، نحتاج أن نرى دائما شعر طفلة محمد بن نايف الجميل.