أن يتسلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الداخلية ميدالية "جورج تينت"، التي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي أي إيه"، للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب ومحاربته والتصدي له، حدث له مدلولاته الكثيرة والمميزة، ولاسيما في هذه الظروف الصعبة، حيث يتمدد سرطان الإرهاب في معظم مناطق العالم،ويهدد بشرِّه المستطير،جل شعوب الأرض. ودلالة هذا الحدث لا تنبع فقط من أهمية تلك الميدالية التي تحتكم إلى معايير مهنية مهنية دقيقة، وإنما لأنها منحت لرجل ذاع صيته، في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي له بكل شجاعة وبسالة، حتى يمكن القول فيه من دون مبالغة، إنه قاهر الإرهابيين، وراد كيدهم إلى نحورهم. وتسلم الأمير محمد بن نايف تلك الميدالية المهمة، لم يأت كاستعراض ديبلوماسي، او خطوة سياسية، وإنما جاء نظير ما قدمه هذا الرجل الشجاع، من إسهامات كبيرة في مجال محاربة الإرهاب، بمهنية عالية، واحترافية مشهود بها من الغريب قبل القريب، فضلا عن الواجب الوطني الذي هو محدد أساسي في ذلك النشاط الوطني الكبير، وتلك المهمة التي تتجاوز في أهميتها كل المهام الكبرى غيرها، باعتبارها رسالة عرفان وتقدير لدوره الأمني القوي في حماية السلم والأمن الدوليين، ما يعطي هذه الجائزة صفتها الدولية، يقوي من مكانتها في وقت يشكو فيه العالم من تزايد الجنون الارهابي وتمدده، الذي لم يعد يعرف لنشاطه حدوداً. وقيام مدير وكالة الاستخبارات الأميركية مايكل بومبيو بتسليم الميدالية لولي العهد عقب استقباله له في الرياض، بحضور ولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، يعكس ايضا مدى الاهتمام الاميركي بدور المملكة في حماية الاقليم والعالم من خطر الارهاب والإرهابيين وخطر شرهم. وهو امر تنبه له وزير الداخلية مبكرا، الذي اكد ان الارهاب لا يرتبط بدين أو دولة أو مذهب معين، وأن جميع الأديان السماوية تتبرأ منه وتستكره وتنبذه، باعتباره افعالاً شيطانية لفئات ارهابية ضارة بالدول والمجتمعات . إن جميع الآراء الدينية والسياسية والاجتماعية السلبية التي تستخدم الدين كأداة على امتداد التاريخ الإنساني، لا تُعبّر مطلقاً عن حقيقة الدين الذي تنتسب إليه، أو تنسب أفعالها له. وإن محاربة الإرهاب مسؤولية دولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود الدولية على جميع الأصعدة لمواجهته أمنياً وفكرياً ومالياً وإعلامياً وعسكرياً. والحقيقة أن هذا ليس مستغربا ابداً على صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولا كل المسؤولين بل والشعب السعودي، الذي اثبت مرة تلو الأخرى أن لديه حصانة وطنية ودينية واجتماعية حيال الإرهاب وخطورته على بلادهم، وان هذا الوطن إنما حصين بأبنائه الشرفاء المخلصين، الذي يؤثرون المواقف الوطنية، على غيرها من المواقف، ويرون في المصالح الوطنية، اهم المصالح على الاطلاق. وأعرب الامير محمد بن نايف عن تقديره لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على تكريمه، مؤكداً أن هذه الميدالية ثمرة لجهود وتوجيهات قادة المملكة، وشجاعة رجال الأمن وتعاون المجتمع بكافة أطيافه في محاربة الإرهاب وهو كلام يحمل في مضمونه ذلك التواضع الكبير، الذي يتسم به الأمير محمد بن نايف، الذي يؤكد دائما دور رجال الأمن في كشف وإحباط الكثير من المخططات الإرهابية قبل وقوعها بما في ذلك عمليات كانت موجهة ضد دول شقيقة وصديقة، وهو عمل أمني جبار،ويترك بصماته السياسية والإنسانية على مستوى العالم. وأخيراً وليس آخر يمكن القول، ان ميدالية جورج تينت، ازدادت تألقاً واهمية بتسلم الأمير محمد بن نايف لها، وذلك لانها اثبتت انها جائزة لا تعطى، جزافاً وإنما بالاستناد الى معايير غاية في الدقة والانضباطية ، فطوبى للمملكة العربية السعودية، قلعة العرب والمسلمين في مواجهة كل من يهدد أمن المنطقة، ومصالح العرب والمسلمين. * مدير صحيفة "الرياض" الإقليمي بالإمارات د. علي القحيص*