بالتأكيد، ميلانيا ترامب ليست ميشيل أوباما، ولا هيلاري كلينتون، لا تشبه ربما أي سيدة أولى أخرى، من اللاتي تمرحلن في محطات أزواجهن السياسية، وعبرن معهم الطموح، التحدي تلو الآخر، وحصدن اللقب بعد مسيرة من السنوات الحالمة. ميلانيا، الحاضرة من منصات الأزياء والجمال، لا تشبه العوالم السياسية، كما يبدو، لذلك لا تزل زاهدة في المنصب، أو على الأقل هكذا يظهر.. تتعاطى معه بالغياب، والحضور المتواضع والمتقطع، تعيش حياة ما قبل "البيت الأبيض"، لم تستوعب بعد ما حدث، لم تفهم حياتها الجديدة حتى الآن. غياب السيدة الأولى عن الأضواء، في الأسابيع الأولى، بعكس المتعارف عليه من قبل السابقات، واللاتي يحضرن بشكل كبير، ويقدمن ذواتهن، إلا أنها لم تفعل، حتى صار هذا الملف يضغط كثيرا على الرئيس من قبل الإعلام، من خلال التساؤل المستمر عن طبيعة دورها.. في وقت تظهر فيه إيفانكا، ابنة الرئيس، بشكل لافت في "البيت الأبيض". بعد مسيرة من الإصرار، وخلال المؤتمر الصحافي الأخير لترامب، وهو الأول لترامب وحده في مواجهة الإعلاميين، كما وصفته "العربية"، وجّه صحافي من "نيويورك تايمز" للرئيس سؤالا قرب نهاية الفعالية: "هل يمكن أن تخبرنا ما الذي تفعله ميلانيا ترامب شخصيا من أجل الولايات المتحدة؟". الرئيس ترمب سارع للرد بحماس: "الآن، هذا سؤال لطيف، لطيف جدا. أعتقد أن ميلانيا ستعلب دورا بارزا، وهذا حقيقي. لقد أعادت فتح مركز زيارة (البيت الأبيض)، وهي مثل الآخرين الذين تعمل معهم، تملك إحساسا قويا بقضايا المرأة، والصعوبات التي تواجهها، هي مدافعة قوية للغاية عن النساء. أعتقد أنها ممثلة عظيمة لهذه البلاد. ومن المفارقات التي حدثت أنها لم تتلق معاملة عادلة، أعني ما يقولونه عنها. أعرف ميلانيا منذ زمن طويل، كانت امرأة ناجحة للغاية، وعارضة أزياء ناجحة للغاية، وأدت أدوارها بنجاح، وهي تفضل العودة إلى منزلها ليلا، ولا تظهر رغبة في الخروج مع الآخرين، هي شخص يحافظ على خصوصيته، وتمثل أرقى ما يمكن أن تجده في شخص ما". يعلم جيدا ترامب أنه اختار معركة الإعلام، وتحديدا بعد مداومة وصفه ب"غير النزيه.. وغير الصادق"، لذلك عليه أن يكون مستعدا لمحاكمه التفتيشية، عبر التنقل بين الملفات، الحكومية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، وغير ذلك من المجالات، والذي اختار أخيرا ملف ميلانيا، حيث لن يتوقف عند إجابة الرئيس، بل ستكون التدحرج الأول لكرة الثلج. ما الذي يجب أن نفهمه من ملاحقة ميلانيا.. بالعامية، وكما نقول بمباشرة: يدورون الزلة! والسلام..