يبدو ان الجفاف الذي عاشه السعوديون فنيا وترفيهيا داخل بلادهم، انعكس عليهم سلبياً، بارتفاع قيمة الترفيه المقدم لهم، حفلات موسيقية وغنائية عادية جداً وصلت اسعار تذاكرها الى اكثر من راتب بعض الأسر السعودية، ووصل الأمر الى درجة كبيرة من الاستغلال لتسويق العشاء مع نجم امسية جامعة الفيصل الامير بدر بن عبدالمحسن، لتكون تذكرة العشاء معه 15000 ريال..!! ما الذي يحدث، هل يستحق المواطن او المقيم الذي يعيش معاناتنا مع الترفيه من سنين كل هذا الجشع والاستغلال، من الممكن تقبل ان تباع ولاحظوا "بالسوق السوداء" تذكرة حفلة راشد الماجد بالكويت اكثر من 18000 ريال لان الأمر هنا مختلف وحالة نادرة نوعا ما، ولكن لا يمكن قبول تذاكر حفلة موسيقية بأكثر من 2000 ريال وكذلك العشاء الغريب وغيره من الفعاليات الفنية التي اثقلت كاهل من فكر فقط بحضورها، أي ان التفكير دون الحضور مؤلم جداً. قبل سنوات تسبب التشدد الغريب لازدهار تجارة تجار الورود وخصوصا الحمراء يوم 14 فبراير من كل عام، حملات التفتيش والمنع غير المبرر والطريف، كان في صالح تجار الورد وضد المساكين من مُحبي الحياة والفرح، وكان البيع بطرق غير مشروعة محققا مكاسب لهؤلاء التجار وبمباركة من اصحاب المنع، ولكن ما الذي حدث خلال هذا العام، كانت الأمور أقل من عادية ولم يُستغل الناس واصبحت الحياة طبيعية جداً. هل تكثيف وتنوع الفعاليات الفنية هو الحل والذي سيكسر من يحاول استغلال الجفاف الترفيهي عند السعوديين خصوصا، نعم، وخصوصا بإتاحة الفرصة للحفلات الغنائية الشبابية والتي من المهم ان تكون رافدا ثقافيا وموسيقيا للتراث الغنائي السعودي، بعد ان كانت محاربته سببا في وجود نوع من الأمية الفنية والثقافية لأبناء الجيل الجديد، وما حدث بمسرح مركز الملك فهد الثقافي مؤخرا بغناء الشباب لأشهر اغاني رواد الفن الغنائي السعودي الا تأصيلا لهذا الموروث الغني سعودياً. مؤلم ان نشاهد هذا الجفاف الترفيهي، والمؤلم اكثر ان ذلك كون لدينا ثقافة دخيلة عنوانها "بدون موسيقى"، فتكون لدينا حالة من النشاز للاسف اعتبرها البعض فنون، وهي ابعد من ذلك، فنمت العصبية القبلية ونمت النواحي الاجرامية لدى الصغار والشباب، فنشأ لدينا جيل متناقض ودون هوية ثقافية، نتيجة لتناقضات حياتنا، وما نحن فيه حاليا من صدمة عند البعض في التعامل مع الاحداث الفنية التي نشاهدها الا حالة طبيعية للحرمان بالماضي.!