كشفت دورة صيانة الجوالات والتي تنفذها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في عدد من مناطق المملكة ومنها كلية الاتصالات والمعلومات بالرياض أن الشباب السعوديين متميزين في اجتياز دورات صيانة أجهزة الجوال وأنهم كسبوا ثقة العملاء من أفراد المجتمع للتعامل بما اكتسبوا من مهارات واختصروا الطريق إلى سوق العمل، مؤكدين ل "الرياض" نجاح البرنامج التدريبي المخصص لتأهيل الكوادر الوطنية على صيانة أجهزة الجوال في استقطاب شرائح مختلفة من المجتمع السعودي وأنهم قادمون وبقوة نحو سوق العمل ليحلوا محل العامل الأجنبي. شباب مؤهل ففي البداية أعرب د. صالح العندس - عميد كلية الاتصالات والمعلومات بالرياض - عن سعادته بالمستوى المشرف للشاب السعودي في مجال صيانة الجوالات حيث أثبتوا أنهم على قدر كبير من المهارات التي تؤهلهم لسوق العمل مشيراً إلى أن الكلية تشرف بتدريب هذه النخبة من شباب الوطن ليسهموا في خدمة مجتمعهم وتقديم الصورة المشرقة والمشرفة للشباب السعوديين. وأبان أن من يقوم على تدريبهم هم نخبة من أعضاء هيئة التدريب بالكلية المؤهلين تأهيلا عاليا والذي كان له الأثر الكبير في نجاح البرنامج التدريبي. برامج وأهداف من جهته أوضح م. إبراهيم الغفيلي - رئيس مركز خدمة المجتمع بكلية الاتصالات والمعلومات بالرياض - أن المشروع موزع على أربعة برامج هي مهارات إدارة المبيعات، ومهارات خدمة العملاء، وأساسيات صيانة الجوال، وصيانة الجوال المتقدم، وأن من أهم أهداف المشروع توفير وظائف ذات مردود مادي مناسب للباحثين والباحثات عن العمل، وتنمية قوى عاملة وطنية منتجة ومستقرة تتماشي مع التحول الوطني، وتطوير المنشآت القائمة لاستيعاب القوى العاملة الوطنية. وأضاف أنه تماشياً مع قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بتوطين قطاع الاتصالات، كانت كلية الاتصالات والمعلومات بالرياض من المبادرين في تقديم البرامج التدريبية، وفي البداية تم التدريب على مهارات إدارة المبيعات ومهارات خدمة العملاء، وبعدها بدأ برنامج أساسيات صيانة الجوال كما تم تجهيز المعامل بأحدث الأجهزة والأدوات اللازمة لصيانة الجوال وكان الإقبال عليه كبير جداً، كما تم إقامة دورات تدريبية للمدربين من مختصين بسوق العمل حيث تم تدريب سبعة مدربين، أصبحوا مؤهلين لتقديم برامج صيانة الجوال المتقدم، حيث إن برنامج صيانة الجوال المتقدم الذي كان مطلوب لدى كثير من المتدربين، حيث تم تجهيز معمل خاص وتزويده بجهاز إعادة تصنيع الشاشات وجهاز فحص الشاشة ويعتبر أول مركز تدريبي يدرب على هذا الجهاز، كما تم تزويده بكاويات لحام وأجهزة حرارية لإزالة الشاشات وعدد لفك الجوال وغيره، وتم تدريب أكثر من 1000 متدرب في جميع البرامج . تفاعل لافت وأكد م. صالح العيسى - أحد أعضاء هيئة التدريب المشرفين على البرنامج التدريبي لصيانة الجوال - أن المتدربين متجاوبون ومتفاعلون بشكل واضح، ولديهم معلومات ممتازة في الجانب النظري كما لوحظ تميزهم في التعامل مع الأجهزة. وهذا يؤكد أنهم مستعدون للتعلم ولديهم قبول على معرفة الجانب العملي حيث تم تدريبهم عليه وأصبحوا بفضل الله يتقنون جميع المهارات المتعلقة بفك وتركيب وصيانة الجوال، ونحن نساهم من خلال هذا البرنامج التدريبي في شغل وقت فراغ الشباب بما يعود عليهم بالنفع والفائدة واحتوائهم .وفي ذلك فوائد كثيرة منها إيجاد فرص للعمل والكسب الحلال المضمون بإذن الله والمساهمة في رفع اقتصاد البلد. تدريب متقدم وأكد تركي السعرة - متدرب وأحد خريجي جامعة هارفرد من الولاياتالمتحدة الأميركية في الهندسة الكهربائية - أنه أستفاد كثيراً من هذه البرامج التدريبية، مضيفاً: أنا الآن في الأسبوع السادس للبرنامج وأصبحت بفضل الله ثم بجهود م. صالح العيسى المشرف على البرنامج وأستطيع فك وتركيب وصيانة أي جوال بدون أي مشاكل وكنت سابقا لا أعرف شيء عن عملية صيانة الجوال. وأشار إلى أن دراسته في كلية الهندسة بجامعة هارفرد الأميركية كانت تركز على الجانب النظري أكثر من الجانب العملي موضحاً أن بداية البرنامج التدريبي تشتمل على 20 ساعة نظري، ثم بدأنا في التطبيق العملي واللحام وفك القطع والشاشة وكيفية تنظيف الجهاز وكل الأمور المتعلقة بصيانة الجوال بغض النظر عن نوعه ومميزاته، وأصبحت قادراً على فك أي جوال رغم أنه لم يكن لدي أي خبرة سابقة في مجال صيانة الجوالات إلا بعد أن التحقت بهذا البرنامج التدريبي الناجح والممتع جدا. شغف وهواية ويقول مهند الخيال - متدرب -: في الواقع بدأ شغفي بالجوالات منذ عدة سنوات حيث كنت أقوم بالذهاب للمحلات ومشاهدة أحدث الأجهزة بأنواعها المختلفة ومتابعة كل جديد، والآن نحن في الأسبوع السابع للدورة التدريبية وبفضل الله تعالى، أصبحت قادراً على التعامل مع أي جهاز وهذا جعلني أفكر كثيرا في فتح محل لصيانة الجوالات إن شاء الله بعد الإنتهاء من هذه الدورة. ويؤكد عبدالله العثيم - متدرب - أن قرار توطين محلات الجوالات قرار رائع جداً وأتاح لنا فرصة كشباب سعوديين راغبين بامتلاك محلات جوال، مشيراً إلى أن العمل بمحلات بيع الجوال وصيانتها كان قبل القرار يتطلب إصراراً ومجهوداً أكبر لتستطيع النجاح وسط أجواء المنافسة العالية لكن مع تنفيذ القرار أصبح العمل في هذا المجال سهلاً وفي متناول الجميع، ناصحاً الشباب باغتنام هذا المجال وتحفيز أنفسهم بمشاهدة الكثير من الشباب السعودي الذي نجح بأن يجعل له بصمة واضحة بمجال العمل بصيانة الجوال وبيعها. وأكد غالب الدوسري - متدرب - أنه بعد التحاقه بهذا البرنامج التدريبي الناجح سيفتح له محلا لبيع وصيانة الجوالات، ويؤكد محمد الدوسري - متدرب - أنه دخل هذه البرنامج التدريبي من أجل التدرب على فك وصيانة الجوالات بأنواعها المختلفة لأنه عاقد العزم على فتح محل جديد لبيع الجوالات وصيانتها. تجارب مميزة وأشار عبدالعزيز السبهان - صاحب محل لبيع الجوالات بالرياض ومتدرب في برنامج صيانة الجوالات - إلى أنه منذ أكثر من 20 سنة من عام 1997 م لم يفكر إطلاقاُ بصيانة جهاز جوال، مضيفاً: كنت متوقعها أنها فوق قدرتي وإمكانياتي ولكن ولله الحمد عندما دخلت البرنامج التدريبي وشعرت بالحسرة والندم عن الأيام التي مضت لأني لم أتعلم صيانة الأجهزة. وأضاف أنه بدأ موظفا في أحد المحلات لبيع الجوالات في حي المرسلات بالرياض براتب 1500 ريال واستمر فيها لمدة 8 سنوات، بعد ذلك اشترى المؤسسة من صاحبها ولايزال يعمل في مجال بيع الجوالات، وأصبحت أستقبل الأجهزة الآن في المحل لصيانتها وكنت أحرج من العملاء لعدم استطاعتي على صيانة الجوالات، حيث شعرنا في بداية تطبيق نظام التوطين بنوع من الخوف والإحباط ولكن الآن تأكدنا أنه قرار ممتاز وجاء في وقته ولمسنا نتائجه من الشهر الأول، وشعرت بالفرق الكبير ماديا ومعنويا. مستقبل مبشر ويؤكد سفر الشلوي - متدرب - أنه أستفاد كثيرا من هذه الدورة التدريبية على صيانة الجوالات وأنه يخطط الآن لفتح محل لهذا الغرض، وقدم شكره وتقديره للقائمين على الدورة على لما تقدمه من معلومات ومهارات مفيدة جداً. ويقول محمد الدوسري - متدرب -: في الواقع إنني استفدت الكثير من هذه الدورة التدريبية والتي عرفتنا على كيفية صيانة الجوال، وكنت قبل التحاقي بالدورة لا أعرف كيفية فك الجوال والتعامل معه، والآن بفضل الله ثم بجهود القائمين على الدورة أصبحت قادراً على فك الشاشة بالطريقة الصحيحة وإصلاح العطل وإعادة تركيب الشاشة كما كانت عليه، وأنوي إن شاء الله فتح محل خاص بصيانة الجوالات. تركي السعرة يتحدث ل"الرياض" متدرب يطبق ماتعلمه في برنامج الصيانة د. صالح العندس م. إبراهيم الغفيلي برنامج صيانة الجوال وضع الشباب على طريق النجاح م. العيسى خلال البرنامج التدريبي على صيانة الجوال