على مقلاب مزكرش صنعت معزوفة موسيقية، أغنية صحراوية تعضدت برقصة رجال تقاسموا الكلمات شعراً ليرد بعضهم على بعض بصوت رخيم، صوت انسجام الرياح على الرمال الذهبية، يضربها صاحبها تارة يمنة، وتارة أخرى يسرى، في حركة بطيئة ليتمايل معها جسد النجدي الفارع والذي يشبه جذع نخلة باسقة عجزت عنها الظروف القاحلة من عطش وجدب وحرب. ضرب الدفوف تتعمد لخبطة ضربات قلبك لتسمعها بجوفك فتخلق في روحك أنفة بدوي بأرضه القوية التي لم يغيرها الزمان وسمائه الزرقاء التي تعكس تجعدات وجهه الحنطية، لينخرط في سيل من المشاعر الجياشة مرتبطة بانفعالات متناغمة معبرة عن حالة شكوى وحنين وغزل، يرتخي فيها اللسان والجسد فيتمايل بانسياب متزامناً مع ضربة الدفوف. في صفين متقابلين يقابل كل منهما صف طبول، لترتفع حنجرة الشاعر ببيت شعر كامل تردده أصوات الصف الأول لينتقل صداها لصف الآخر، لتتأرجح بعدها السيوف الفضية وكأنها كسرات موج أتعبه السفر في ليلة بدر، لتحلق الردون البيض للسماء وتنزل للأرض مرة وقد أغناها الطرب. صفان متقابلان يقابل كل منهما صف طبول (عدسة/ منيرة السلوم)