جميع الأعمال سواء في القطاع الحكومي كالتعليم والصحة والبلديات والوزارات الأخرى وكذلك القطاع الخاص من شركات ومصانع ومؤسسات تحتاج إلى إشراف وتوجيه ومتابعة. فالإشراف أساس تنفيذ سياسات العمل ونجاحه وترسيخ الإمكانات البشرية وترشيد النفقات المادية والبشرية نحو تحقيق الأهداف المرجوة والسياسات المرسومة. فللمشرف مهام وأعباء كثيرة في توجيه العاملين وإرشادهم أثناء خدمتهم، لمواجهة كل ما قد يعترض طريقهم من عقبات وما يستجد من تحديات ويسهم في تحقيق الأهداف المنشودة وتنمية المعرفة العلمية والتكنلوجية وتوظيفها لخدمة العمل. ولا تظهر القدرات الإدارية والقيادية للمشرف في ظل الظروف الجيدة أو العادية وإنما تظهر القدرات الحقيقة في ظل الأزمات المفاجئة والمشكلات الصعبة. لذا يستوجب وجود مشرف مخلص حكيم صادق أمين متواضع صبور متأني، ويتمتع بالمرونة والهدوء وحسن الانصات حيادي غير عنصري، ولا متحيز يستطيع أن يكسب ثقة الجميع ويكون ملما بأساسيات المهنة ومستجداتها، وقادرا على ابتكار الحلول المناسبة لكل مشكلة وطارئ، يزرع الثقة في نفوس العاملين ومحفزا لهم لتحقيق أفضل النتائج والأهداف المتطلع إليها، ومشجعا للمبدعين والمتميزين ومشيدا بقدراتهم وأعمالهم. ومن المؤسف أن بعض المشرفين يحاولون تصيد الأخطاء ويستمتعون في البحث عنها وتضخيمها والتنكيل والتشهير والتهديد بأصحابها دون النظر لمجمل أعمالهم ومراعاة الظروف المحيطة بهم وبأعمالهم وأسباب ومسببات تلك الأخطاء ومساعدتهم في تجاوزها، مما يسيئ للعمل ويضر به ويحبط المعنويات، ويضيع وقت وجهد الأخرين، وقد يخفي خلفه دوافع وأهداف لا يستطيع البوح بها ويخفي عيوب شخصية تظهر من تصرفه ويكشفها العاملون تحت إشرافه. إن الإنسان هو محور العمل ويجب على المشرف تفهم سلوكيات العاملين ومراعاة أحوالهم وتقدير ظروفهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم مما يعزز الثقة والاحترام في نفوس العاملين . ومما سبق فاختيار المشرف عملا دقيقا وحساسا يجب ألا ينحصر في المؤهل والخبرة دون مراعاة الأمور المذكورة سلفا . *مشرفة مركز الموهوبات بحفر الباطن