شاهدت الأيام الماضية إعلاناً مرئياً يُشير لعزم الهيئة العامة للترفيه تنظيم أمسيات شعرية في عشرين مدينة من مُدن المملكة تحت شعار (لياليكم شعر)، ولا شك أنه خبرٌ جميل ومبهج للشعراء ولعشاق الشعر بشكل عام، وقد أعاد هذا الإعلان إلى ذهني فكرة قديمة عبّر عنها بعض الشعراء وكنت أنوي الكتابة عنها، وهي فكرة استمتاع المتلقي بقصيدة الشاعر وتصفيقه لها بحرارة برغم كل ما تحمله من وجع وذكريات مؤلمة ترتبط بالموقف الذي ولدت فيه تلك القصيد، مِن بين مَن عبروا عن هذه الفكرة الأمير الشاعر خالد الفيصل في قصيدة مشهورة يقول فيها: لا تملّين الشعر وأنا القصيدة صاغها من لوعة أيامي زماني المعاني من غرابيلي جديدة من عذابي لحّنوا حلو الأغاني كل ما ونّيت ردّوها نشيده واسمع جروحي تصيح بصوت ثاني قد يمثّل الشعر مصدر سعادة ومتعة للمتلقي، لكن بعض القصائد قد تكون مصدر ألم وشقاء لشاعرها، ولعل أصدق ما يُعبّر عن هذه الحقيقة هو قول نصيب بن رباح في أحد أبياته: «وأشقى الناسِ بالشعرِ قائلُه». ويقول الشاعر لافي الصيده أيضاً في تعبير مباشر عن هذه الفكرة: الناس تطلب من الشاعر يونّسها والشاعر الله يعينه حالته حاله لو كل الأوجاع في دنياه يونسها كلٍ يقول: إيه شاعر طيبٍ فاله القصيدة مصدر مُتعة وسعادة للناس لأنها تُعبر عن مشاعرهم بأسلوب أدبي يُثير الإعجاب والدهشة، وربما تكون كذلك للشاعر في بعض الأحيان، لكن ارتباط بعض القصائد بذكريات معينة لا يرغب الشاعر في تذكّرها لا تمنع المتلقين من الإعجاب بها وطلبها باستمرار من دون الانتباه لما قد تبعثه من حزن في نفس مبدعها، هذا ما عبّر عنه الشاعر مشعل الرشيدي في قوله: الشاعر يسطّر من أوجاعه قصايد والناس باللي يوجعه مستانسين وأكبر قهر إليا انشدوا: ويش الجديد؟ كنهم يحدّونه على الجرح الدفين أرجو أن يستمر حضور الشعر الجميل في فعاليات هيئة الترفيه، وفي جميع الفعاليات الثقافية في وطننا الحبيب، وأن يكون دائماً وسيلة للتنفيس ومصدراً من مصادر السعادة للشعراء المبدعين، ومصدراً من مصادر بث السعادة والأمل والتفاؤل في نفوس الناس. أخيراً يقول محمد حربان العارضي: مشاعري فيك ما تخفاك يا ليتني كنت أنا الحازم يوم إني أقدر على فرقاك حبّيتك أكثر من اللازم