في تاريخ نادي الهلال المرصع بالألقاب الذهبية والمنجزات الخالدة رموز كبار وشخصيات بارزة خدمته بكل إخلاص وعطاء وتفانٍ، من أشهر هذه الشخصيات الوفية والأسماء التاريخية التي قدمت عطاءات سخية وتضحيات بارزة وخدمات جليلة لأنديتهم الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير الذي تأصلت قيمه الوفائية مع البيت الهلالي قبل اربعة عقود تقريباً وساهمت تلك البصمات المحفورة بقوة في تعزيز بنائه منذ ذلك الوقت. علاقة الرمز الكبير مع عشقه الأزرق بدأت فصولها في النصف الثاني من تسعينيات القرن الهجري الماضي وشكل دخوله كعضو شرف داعم اضافة نوعية للعمل الشرفي والإداري المنظم داخل اروقة النادي العاصمي الكبير وتؤكد الشواهد التاريخية انه لعب دوراً تاريخياً واسهاماً مؤثراً في مسيرة البناء الهلالي وصناعة جيل كروي كان يشار إليه بالبنان عندما تبنى ودعم تأسيس مدرسة النادي الكروية والإشراف عليها إدارياً مطلع القرن الهجري الحالي ودعمها باستقطاب مدربين عالميين امثال اليوغسلافي الراحل بروشتش والاسباني كوبالا بجانب المدرب المصري طه الطوخي الذي قاد الكويت لتحقيق اول كأس لدورة الخليج العربي بالبحرين 1970م. بفضل تلك الاسماء التدريبية الرنانة عاشت المراحل السنية الهلالية وهجاً فنياً عالياً وحضوراً مطرزاً بالبطولات وتميزت المدرسة بنتاجها الغني بمواهبها وبالتالي استطاعت احتكار بطولات المملكة فضلاً عن صناعة النجوم المميزين أمثال يوسف الثنيان وحسين الحبشي وخالد التيماوي والثلاثي صفوق ومحمد ونواف التمياط اضافة الى فيصل ابو اثنين وعبدالرحمن التخيفي وسعد مبارك ومحمد الشلهوب وغيرهم. لقد نجح بندر بن محمد بفكره المستنير وخبرته القيادية وحكمته الادارية في صناعة اجيال من اللاعبين خدموا الكرة السعودية من خلال منتخبات والبيت الهلالي لأعوام عديدة وقفزت ببطولاته إلى رقم غير مسبوق اليوم – 57 بطولة – بينها تسع بطولات حققها بندر بن محمد خلال اربعة أعوام تمثل فترته الرئاسية بين عامي 1997-2001م ومن بين تلك البطولات ثلاثة ألقاب آسيوية والبطولة الأهم في تاريخ الهلال كأس المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ويحسب له مبادرة وفائية تنم عن قيم أصيلة حين توج بالكأس وتوجه به مباشرة الى المستشفى العسكري ليقدمه هدية لمؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد "رحمه الله" الذي كان يرقد على السرير الابيض في لمسة نبيلة غير مسبوقة وغير مستغربة بما عرف عنه من حب لهذا الكيان وتقديره لرجاله الاوفياء. ما دفعني للحديث عن الشخصية الهلالية الكبيرة في هذا المقال انها بدأت تتوارى عن المشهد الرياضي نظراً لظروفه الصحية "شفاه الله" بعد ان ادى الرسالة الزرقاء بكل أمانه وإخلاص ويبقى الأمير بندر رقماً مميزاً في معادلة الشخصيات الإدارية الوفية التي خدمت شباب ورياضة الوطن عامة والكيان الأزرق خاصة بكل تضحيات وعطاءات خالدة.