د.فهد المنصور أكد استشاري الطب النفسي د.فهد المنصور أنّ الأفراد الذين يعانون من حالات الاكتئاب وزيادة الشعور بالحزن في فصل الشتاء إنما يدخلون علميا ضمن قائمة الأشخاص الذين يعيشون حالات الاكتئاب بسبب انخفاض نسبة السيروتونين في الدم وهي المادة المسؤولة عن إفراز هرمون السعادة بفعل غياب الشمس أو عدم التعرض لأشعة الشمس في فصل الشتاء. وقال: "كثيرا ما نسمع عن الوجه الكئيب لفصل الشتاء، المرض، الخمول، والكلام حول كراهية هذا الفصل وتمني سرعة انقضاء أجله.. لكن على الجانب الآخر هناك الوجه الجمالي للشتاء حيث السهر الليلي، والتحاف الغطاء الثقيل، والسحب البيضاء الكثيفة تغطي السماء، رائحة الصباح بعد المطر، ثم دفء الشمس الذي يشعرك بالسعادة بعد يوم بارد ومبتل، مثل هذه الأمور البسيطة تبعث على المزاج شعورا بالراحة والألفة وتعيد له ذكريات حميمة، كما أنه الفصل المناسب لمحبي التأنق بالأوشحة السميكة والقبعات الصوفية والجوارب المحبوكة. وأضاف أنّ الجو البارد وحلول الظلام في وقت مبكر هو ما يجعل فصل الشتاء المناسبة الأفضل للبقاء في المنزل، حيث الأمان والاسترخاء برفقة كتاب عظيم أو فيلم ترفيهي، أو لم شمل أفراد العائلة والاستمتاع بمشروب ساخن أو وجبة دسمة في فصل يعتبر الموسم الأفضل لتناول الطعام أو اصطحابهم في نزهة ليلية باردة، والاجتماع جنباً إلى جنب في سبيل الحصول على الحرارة والدفء والحب؛ لذا الأمر لا يتعلق بكون الشتاء فصل الرومانسية، بل في الطقوس التي يمارسها الأفراد فتوقظ مشاعرهم الساكنة وتبعث فيهم الحياة من جديد، مبيّناً أنّ تصنيفات الكائن شتوي أو الكائن صيفي من اختراع البشر، وليس هناك ما يثبتها. وأشار إلى أنّ هناك تباين في ازدياد العدوانية أو السلم شتاءً، فكما نجد من يؤثر فيه الجو البارد ويحمله على الهدوء والسكينة، نجد كذلك من يثيره ويزيد من تهيجه وعدوانية، وكما يجلب البرد الشعور بالنعاس للكثيرين، هو أيضا يلعب دورا في تعطيل إفراز بعض الهرمونات؛ مما يفقد الجسم السيطرة ويسمح بظهور سلوك العدوان، وربما الإصابة بالأرق أو عدم انتظام ساعات النوم. وأكّد أنّ الشخصيات التي تعيش اكتئاب فقط في فصل الشتاء، إنما يطلق على مثل تلك الحالات بالاكتئاب الموسمي وهو أحد أنواع الاكتئاب المرتبطة بالتغيرات المناخية وغالبا تبدأ الحالة في الخريف وتستمر حتى شهور الشتاء ويشعر فيها المريض بالخمول وتقلب المزاج كغيره من أنواع الاكتئاب الأخرى، أما في ما إذا كان لأشعة الشمس يد في ذلك فهو أمر محتمل، فلقلة التعرض لأشعة الشمس يد في ذلك فهو أمر محتمل، فقلة التعرض لأشعة الشمس يحدث خللا في ساعاتنا البيولوجية ما يسبب الشعور بالحزن والكآبة، ويتسبب في انخفاض نسبة "السيروتونين" في الدم وهي المادة المسؤولة عن إفراز هرمون السعادة. وشدد على أنّ ليس هناك ارتباط بين شخصية الإنسان والفصل المناخي الذي ولد فيه -كما يعتقد البعض-، موضحاً أنّ زيادة الإبداع في الشتاء قد تكون عائدةً للأجواء الماطرة، الحنين، والبحث عن الدفء، الأمر الذي يجعل من العقل مكاناً مكتظاً بالذكريات، ويسهم في تحريك عجلة الخيال، لدى بعض الكتاب والشعراء والمبدعين لإخراج تلك المشاعر في صور إبداعية وجمالية تلامس الروح وتطمئن لها النفس وتطرب لها الأذن.