د. أحمد القحطاني كشف باحثون في مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي حقائق مهمة في الآليات الجزيئية التي يؤثر بها فيروس "كورونا" على خلايا جسم الإنسان وعلى جهاز المناعة. وتوصل الفريق البحثي بإشراف عالم الأبحاث البروفيسور أحمد القحطاني في وحدة الفيروسات الجزيئية في مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي إلى نتائج علمية تفتح آفاقاً جديدة في التعامل مع الفيروس. ونشرت نتائج الدراسة هذا الأسبوع في المجلة العلمية المعروفه اونكوتارقت "Oncotarget" وقال د. القحطاني ل"الرياض": "إن النجاح الذي حققه الفريق البحثي يمكن أن يساعد في تحديد طرق جديدة في علاج المرضى المصابين ب " كورونا" وكذلك في الدراسات الهادفة لإيجاد أمصال فعالة للقضاء عليه أو الحد من ضراوته"، موضحاً أن من أهم الصعوبات التي يواجهها المختصون في التعامل مع " كورونا" غموض وعدم معرفة الآليات الجزيئية التي يؤثر بها الفيروس بشكل دقيق على خلايا جسم الإنسان وكذلك جهاز المناعه. وللتعرف على آلية حدوث المرض عند الأشخاص المصابين. قام الفريق البحثي بدراسة تأثير بروتين سبايك "Spike"، البروتين الأساسي الموجود على السطح الخارجي للفيروس، وهو الذي يعطيه الشكل التاجي "كورونا" على الخلايا الأكولة وهي من أهم خلايا جهاز المناعة في الإنسان التي لها القدرة على التهام الكثير من الكائنات المعدية والقضاء عليها مثل الفيروسات والبكتيريا وغيرها. واستطرد "أن الفريق البحثي توصل إلى أن بروتين سبايك له القدرة على تثبيط عمل الخلايا المناعية الأكولة المعزولة من جسم الإنسان من خلال الارتباط بمستقبلات موجودة على الغشاء الخارجي لهذه الخلايا، ويتبع هذا الارتباط منع وتثبيط إنتاج بعض الجزيئات المناعية، مثل بروتين عامل النخر الورمي "TNF-alpha"، وبروتين انترلوكين-6 "Interleukn-6" الذي يستطيع جهاز المناعة من خلالها القضاء على الكائنات الممرضة وفي المقابل يساعد على الإكثار من بروتين انترلوكين-10 "Interleukin-10" والذي يساهم في التقليل من نشاط الخلايا الأكولة في حال عدم الحاجة إليها، وهذه النتائج توضح، ولو بشكل جزئي، الآلية الجزيئية في تأثير فيروس ميرس كورونا على خلايا جهاز المناعة عند الإنسان وإضعافه وعدم قدرته في القضاء على الفيروس بشكل كامل.