التحول من سوق مالية مبتدئة إلى سوق ناشئة وإدراجها في مؤشر الأسواق الناشئة هو التحدي الكبير والقائم أمام السوق المالية السعودية، وهو تحدي استدعى اتخاذ خطوات إصلاحية على أنظمة السوق المالية لتقترب من المعايير المناسبة والملائمة للدخول في مؤشر الأسواق المالية الناشئة MSCI الذي تديره مورغان ستانلي الرائدة في توفير البحوث والتحليلات. شروع القائمين على السوق المالية في تنفيذ العديد من الإصلاحات مؤخراً وجد نتائجه دولياً، ومنها رصد مورغان ستانلي لتلك الإصلاحات؛ حيث أوردته في نبأ لها على موقعها الإلكتروني أمس الأول، وأوضحت فيه بأنها ترحب بإصلاحات السوق الإيجابية الأخيرة، وقالت بأن تلك الإصلاحات ينبغي أن تساعد مساعدة كبيرة نحو تقريب سوق الأسهم السعودي من الوصول إلى معايير الأسواق الناشئة. اذاً، مورغان ستانلي تحدثت أمس الأول بأن تلك الإصلاحات سوف تُقَرِب السوق السعودي من معايير الأسواق الناشئة، ونأمل في المرات القادمة أن تتحدث عن الدخول إلى مؤشر الأسواق الناشئة، ومثل ذلك يحتاج إلى إصلاحات أخرى، وبالتأكيد فالقائمون على السوق المالية السعودية يدركون ما تحتاجه لكي تكون السوق المالية السعودية مؤهلة للدخول في مؤشر الأسواق الناشئة MSCI، ونترقب منهم إعلان المزيد من الإصلاحات خاصة تلك المتعلقة برفع مستويات الإفصاح والشفافية وهي الأهم التي ينبغي التركيز عليها في الفترة المقبلة، لأنها التي تتنفس الأسواق المالية وتستمد زخمها منها، بل هي المضمون الأساس لها. ما أريد أن أشير إليه هنا؛ هو أن الشفافية التي تَعقب إعلانات الشركات لأرباعها وعامها المنصرم ينبغي أن يُعَاد النظر فيها، وأن تُطَوَر، وأن يتم تحسين طرقها وذلك بمحاكاة ما هو معمول فيه بأسواق المال الأخرى، وأن تجبر فيه الشركات المساهمة على عقد مؤتمرات لكبار تنفيذييها ومديريها الماليين لمناقشة ما تم من نتائج، وما هو مقبل من توقعات، وأن يشارك المناقشة في تلك المؤتمرات مساهمو الشركات والمستثمرون والمحللون الماليون والإعلام، وسماع ما يقوله الرؤساء التنفيذيون لتلك الشركات، ويتم فيه الربط بالاستماع مباشرة عن بعد لمساهمي الشركات وعموم المستثمرين عبر موقع الشركة الالكتروني وذلك لرصد ما يتم مناقشته من نتائج منفذة وتوقعات مستقبلية. فمن غير الملائم أن تشارف الشركات المساهمة المدرجة في السوق المالية جميعها على الانتهاء من إعلان نتائجها المالية عن الربع الرابع والعام المنصرم ولم يخرج المستثمرون إلا بواقع قاتم حول فرص النمو والتوسع المستقبلي والتوقعات لأدائها المالي المقبل، وفوق كل ذلك يتجاهل بعضها الإفصاح عن الأثر المالي الذي ستتحمله جراء رفع أسعار الطاقة والوقود، وأستثني من ذلك الشركة العملاقة سابك التي عودت مساهميها على أساليب رفيعة لدى إعلانها عن نتائجها المالية؛حيث تفصح فيه وفي مؤتمرات تعقدها عن فرص النمو والتوسع المستقبلية، وهو إفصاح يستحق التقدير وينبغي أن تُلزَم به كافة الشركات المساهمة ولكن بأسلوب مطور وفق ما ذكرت.