اعتبر دميتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين أن موقف إيران يسهم في تعقيد مسألة مشاركة الإدارة الأميركية في مفاوضات أستانة حول سورية. وفي حديث أدلى به ل"بي بي سي" أمس أضاف بيسكوف: "مما لا شك فيه أنه ما كان لنا ألا أن نرحب بالمشاركة الأميركية، فيما أن الوضع غاية في التعقيد في ظل وجود إيران لاعباً في المسألة السورية وعدم ترحيب الإيرانيين بالولايات المتحدة. هذه المسألة غاية في الأهمية في إطار لعبة حذرة للغاية". وفي حديث لوكالة "تسنيم" للأنباء قال ظريف: "نعارض مشاركة أميركا في الاجتماع ولم نوجه الدعوة لها لأننا نرفض مشاركتها". من جهته أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق أنه من الأجدى دعوة الأممالمتحدة وممثلين عن الإدارة الأميركية المنتظرة. هذا ومن المقرر أن يجلس ممثلون عن الحكومة السورية والفصائل المعارضة غداً الاثنين حول طاولة واحدة في عاصمة كازاخستان لإجراء مباحثات هي الأولى بين الطرفين منذ بدء النزاع قبل حوالي ست سنوات. وتختلف هذه المباحثات عن سابقاتها اذا تجري للمرة الاولى برعاية تركيا، وإيرانوروسيا. وتبدو مباحثات استانة عسكرية أكثر منها سياسية إذ تهدف أساساً الى تثبيت اتفاق وقف اطلاق النار في البلاد بحضور وفد سياسي يمثل الحكومة السورية وآخر يمثل المعارضة المسلحة فيما يقتصر دور المعارضة السياسية على تقديم الاستشارة. ويبدو التباين حيال رؤية الطرفين لمضمون المحادثات واضحاً، اذ أعلن رئيس النظام السوري الخميس أنها ستركز على وقف اطلاق النار من أجل "السماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سورية". أما الفصائل فتؤكد أن النقاش سيقتصر حصراً على تثبيت وقف إطلاق النار. وأعرب مبعوث الأممالمتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا، الذي سيرأس وفد الأممالمتحدة الى أستانة، عن أمله في أن تشكل المباحثات أساساً لحل سياسي يُستأنف بحثه في مفاوضات جنيف التي يأمل عقدها في الثامن من فبراير. ويلقي مؤتمر أستانة الضوء أكثر على التقارب بين روسيا وأنقرة بعد سنوات من الاختلاف حول الأزمة السورية وأزمة دبلوماسية ناتجة عن اسقاط تركيا لطائرة حربية روسية في سورية. وإثر تقارب على الصعيد الدبلوماسي تُوج في رعايتهما الى جانب ايران اتفاق وقف اطلاق النار الساري منذ نهاية ديسمبر، انتقلت موسكو وأنقرة الى تنسيق عسكري مباشر في سورية في توجيه ضربات جوية مشتركة ضد المتطرفين. وطالما كان الخلاف على مصير الأسد العنصر الأبرز، فالمعارضة السورية تصر على مرحلة انتقالية دونه، الامر الذي ترفضه دمشق تماماً. إلا أن تركيا بدت مؤخراً أكثر ليونة في موقفها من الأسد بعد إصرارها على مدى سنوات على ضرورة خروجه من السلطة. واعلن نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك الجمعة أن "تركيا لم يعد بوسعها أن تصر على تسوية من دون الاسد، هذا غير واقعي". وستشارك كل من فرنسا وبريطانيا في المؤتمر على مستوى السفراء، وفق مصدر دبلوماسي أوروبي. كما سيُمثل الاتحاد الاوروبي بوفد رسمي. ويأتي ذلك بعد حوالى ست سنوات من مبادرات دبلوماسية عدة باءت بالفشل واصطدمت بخلاف على مصير الرئيس السوري، آخرها ثلاث جولات مفاوضات غير مثمرة في جنيف في 2016.