قطعت الشركة السعودية للكهرباء شوطاً كبيراً في مجال تحسين كفاءة إنتاج الطاقة الكهربائية، محققة قفزات نوعية ليس فقط على المستوى الإقليمي والعربي الذي أصبحت تتصدر إنجازاته بجدارة، ولكن على المستوى العالمي، لا سيما بعد أن نجحت خلال السنوات القليلة الماضية في تحقيق طفرات كبيرة فيما يتعلق بتشغيل محطات التوليد وتحسين الكفاءة الإنتاجية بها بتكلفة منخفضة، وجودة عالية، تتفوق على العديد من الشركات العالمية في مجال الطاقة الكهربائية، ولعل أبرز مثال على هذا التفوق ما تم تحقيقه بأيدي كوادر وخبرات وطنية في محطة القرية المركبة، التي تٌعد المحطة الأكبر على مستوى العالم في هذا الشأن . وأكد نائب الرئيس التنفيذي للتوليد المهندس خالد الطعيمي، أن الطفرة التي حققتها السعودية للكهرباء في مجال تحسين كفاءة محطات التوليد لم تأتِ من فراغ، ولم تكن وليدة عمل سنوات قليلة، بل هي جهود مستمرة وخطط طويلة الأمد تبنتها الشركة لرفع كفاءة تلك المحطات، وذلك من خلال برامج التشغيل الاقتصادي وتطبيق عددٍ من المعايير العالمية المدعومة بالتقنيات الحديثة للعمل لتنفيذ برامج صيانة وقائية خلال أوقات محددة وفي ظل ظروف معينة، لرفع أدائها وتعزيز وضعها الفني وكفاءة استهلاكها للوقود، بالإضافة إلى خفض معدلات الخروج الاضطراري للمحطات ودراسة أسبابه والعمل على تجنبه إن حدث لتفادي أي آثار سلبية له على أداء المحطة، لتصل بكفاءتها التشغيلية من 34% إلى 40% عام 2020م. وأوضح أن الأمر لا يتوقف مطلقاً عند الإجراءات الاستباقية المتعلقة بالصيانة الدورية، بل يتم إجراء اختبارات أداء لوحدات التوليد بعد الصيانة لمقارنة الأداء بشكل مستمر، واتخاذ الإجراءات التصحيحية بشكل فوري، وذلك من خلال المراقبة الفنية الدقيقة عبر وسائل تقنية حديثة يمكنها الكشف بشكل سريع عن أي خلل لتتمكن الفرق المتخصصة من إجراء الصيانة الاستباقية، معتمدة على عمليات التوثيق الدقيقة للبيانات التشغيلية باستخدام برنامج (System PI ) . وقال الطعيمي : إن الخطوة الأهم التي نجحت الخبرات والكوادر الوطنية في تحقيقها خلال السنوات الماضية، تتمثل في تطبيق معايير التشغيل الاقتصادي لمحطات التوليد، وتحويل المحطات من الدورة الغازية إلى المركبة متى كان ذلك مجدياً فنياً ومادياً، بالإضافة إلى العمل على التوسع في بناء المحطات ذات التكلفة المالية المنخفضة مثل المحطات البخارية والمزدوجة وهي الخطوة التي مكّنت الشركة من تطوير وحدات محطة القرية، ورفع كفاءتها إلى 54.6%، وزيادة القدرة الإنتاجية للمحطة لتسجل 4475 ميجاوات عند 32 درجة مئوية، ليقدر إنتاج المحطة بعد حساب ( ISO ) 4884 لتصبح أكبر محطة توليد مركبة في العالم، وكذلك تطوير عمود التوربينات البخارية في محطة غزلان لزيادة قدرة الوحدات بمعدل 13 ميجاوات لكل وحدة، وزيادة كفاءتها بنسبة تتراوح بين 33% - 33.5 %، والتحويل بالإضافة إلى استخدام أنظمة التبريد, إلى عدد من الوحدات الغازية لتحسين أدائها وزيادة قدراتها التوليدية أثناء الذروة . ولفت نائب رئيس الشركة السعودية للكهرباء للتوليد الانتباه إلى أنه نتيجة لعمليات التطوير المستمرة في مجال تحسين كفاءة محطات التوليد ورفع أدائها التشغيلي على مدار 16 عامًا، نجحت الشركة في القفز بقدرات التوليد المتاحة لتصل إلى 75 ألف ميجاوات، في حين أنها كانت 25.8 ألف ميجاوات عام 2000، كما تحسنت الكفاءة الحرارية لتصل إلى 37.5% بنهاية سبتمبر 2016م مقارنة ب 36.5% العام الماضي، وهو تطوير وتحسين طال 28 محطة توليد في جميع مناطق المملكة مزودة ب 692 وحدة توليد، من بينها 116 وحدة توليد تعمل بنظام الدورة المُركّبة و 40 وحدة بخارية. وأشار إلى أن خطوة إنشاء مركز لمراقبة تحسين كفاء الطاقة بالدمام (GOC) تمثل أيضاً محوراً مهماً في دعم توجه الجهات المختصة نحو مزيد من تطوير ومراقبة أداء مؤسساتها، مبيناً أن الجهود التي تبذلها السعودية للكهرباء لتحسين الكفاءة الحرارية بمحطات التوليد أسفرت في عام 2016م الماضي عن نجاح الشركة في توفير 15 مليون برميل من الوقود المكافئ تعادل قيمتها السوقية 368 مليون ريال، إضافة إلى توفير 13 مليون برميل من الديزل، وهي جهود تتسق مع إستراتيجية الشركة ضمن أكثر من مسار لتقليل الاعتماد المستقبلي على الوقود, والإسهام في الحد من التلوث البيئي، والاستفادة من موارد المملكة الطبيعية، من بينها إنشاء أكبر محطات توليد في العالم للطاقة الكهربائية المدمجة مع الطاقة الشمسية الحرارية (ISCC)، وهي محطة توليد ضباء الخضراء بقدرة إنتاجية تصل إلى 43 ميجاوات من الطاقة الشمسية، وكذلك وحدات الطاقة الشمسية بمحطة توليد وعد الشمال لإنتاج 50 ميجاوات، وغيرها من مشاريع الطاقة المتجددة.