وائل قباني شدد مسؤول أمن معلومات، على أهمية الأمن السيبراني للشركات، وأن تكون أقسام أمن الفضاء الإلكتروني لدى الشركات خلاقة مثل قراصنة الانترنت، واتباع طرق جديدة تتفوق على سرعة حركة المهاجمين، خصوصاً أن جرائم الإنترنت تتطور بسرعة فائقة، مشيراً إلى أن شركات كبيرة مثل «جي بي مورغان»، و»سيتي جروب»، و»سوني بيكتشرز انترتينمنت»، وغيرها الكثير، صارت أمثلة على الشركات المخترقة من عصابات التهديدات السيبرانية في عالم الإنترنت، فيما كشفت دراسة أن نحو نصف صناع القرارات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات في الشركات لا يملكون استراتيجية لوضع حد لرجال الأعمال الإجراميين. وقال وائل قباني نائب الرئيس للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق المتوسط في شركة بي تي، إن الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الشركات العالمية ما زالت في ارتفاع، مع عدم وجود علامات على تراجع وتيرة تلك الهجمات، وأصبحت مصطلحات مثل «التجسس السيبراني» و»القرصنة الإلكترونية» حاضرة في أجندة اجتماعات مجالس إدارة الشركات، خصوصاً أن جرائم الإنترنت تتطور بسرعة فائقة، بينما تكافح الشركات لمواكبة ذلك التطور. وأضاف قباني، أن استكشاف تدابير إلكترونية قوية هو الاستثناء وليس القاعدة، ويحدث عادة بعد وقوع اختراق ما، وتشير دراسة مشتركة لشركة «بي تي» و»KPMG» بعنوان «التعامل مع الهجمات.. العمل معا لتعطيل الجريمة الرقمية»، إلى أن ما يقرب من ثلث المديرين التنفيذيين يعتبرون أن الأمن السيبراني قضية لها أكبر الأثر على شركاتهم اليوم، بينما يشعر النصف فقط بأنهم مستعدون لمواجهة الهجمات الإلكترونية. وعن كيفية التعامل مع قراصنة الانترنت، أوضح أن الخطوة الأولى تتمثل في فهم عقلية مجرمي الإنترنت وكيفية عملهم، حيث أنهم رجال أعمال محترفون يملكون العديد من المصادر، وهدفهم النهائي هو تحقيق المكاسب المالية، كما يعملون وفق مخططات واضحة المعالم وفعالة جداً بهدف التسبب في الأضرار، ما يعني أن الشركات ليست بحاجة لحماية بياناتها والبنية التحتية لشبكتها الخاصة بها فحسب، بل لوضع استراتيجيات الدفاع السيبراني التي تتجاوز مجرد منع انتهاكات الأنظمة، لدمج مجموعة واسعة من تدابير التكنولوجيا الأمنية التي تهدف إلى جعل الأمر أكثر صعوبة وأكبر تكلفة أمام مجرمي الإنترنت لاستخدام المعلومات التي يتم شراؤها أو بيعها. ونبه قباني المؤسسات التجارية إلى أهمية حماية البيانات، وأن تكون أقسام أمن الفضاء الإلكتروني لديها خلاقة مثل مهاجمي الإنترنت، وأن تكون على بينة من المشهد العام لمجرمي الإنترنت، والتوجهات المتبعة في أي وقت من الأوقات.وأشارت دراسة «بي تي» و»KPMG»، إلى أهمية دور رؤساء إدارة المخاطر الرقمية، حيث قال 26 % من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة أن لديهم منصب رئيس إدارة المخاطر الرقمية في شركتهم، مشيرين إلى أن دور الأمن يجري إعادة النظر فيه حالياً، موضحة أن الشركات تحتاج إلى النظر في المخاطر التي يجلبها العالم الرقمي عند النظر في استراتيجية الدفاع السيبراني، كما يجب عليها تطوير نموذج أعمال رقمي يتسم بالمرونة لمواجهة هجمات قراصنة الكمبيوتر لتظل مواكبة للتطورات، وفعالة في منع هجمات قراصنة الكمبيوتر في المستقبل. واعتبر قباني أن الحماية الفعالة اليوم تكمن في فهم الشكل الذي تحتاج استراتيجية الدفاع السيبراني أن تكون عليه وما هو متوقع منها، ليس للرد على التهديدات السيبرانية فحسب، ولكن للتنبؤ والوقاية منها، كما أنه من المهم وقف النظر إلى الأمن السيبراني على أنه مجرد وظيفة موجهة نحو حماية أنظمة تكنولوجيا المعلومات للشركات، في عالم تتلاشى فيه الحدود بشكل واضح.