يجتمع خبراء في الرياض في الأول من شهر كانون الأول (ديسمبر) وعلى مدى يومين، لمناقشة حماية المعلومات الرقمية في الشرق الأوسط، وسبل منع حدوث أية هجمات مستقبلية، وذلك خلال مؤتمر حول الأمن الرقمي. ويأتي هذا المؤتمر بعد تعرض منطقة الشرق الأوسط أخيراً للعديد من الهجمات الإلكترونية، وكانت شركة أرامكو السعودية في واجهة الحدث بعد الهجوم الإلكتروني الذي يعد الأول من نوعه عالمياً، في حين تتزايد التحذيرات من الفايروس الخطر «فليم» الذي يستهدف منطقة الشرق الأوسط. ويهدف المؤتمر الذي تنظمه شركة «نسيبا» إلى توفير الفرصة للخبراء لبناء أسس تتيح تبادل المعلومات بسرية وصدقية، وبالتالي حماية مؤسساتهم من عمليات القرصنة، كما يشكل منصة مهمة تجمع كبار المسؤولين في مجال تقنيات المعلومات في المملكة بنخبة من موفري الحلول ومنتجات تقنيات المعلومات. وأوضح المدير العام في «نسيبا» نيكولاس واتسون، أن الهدف من إقامة هذا الحدث هو وضع حجر الأساس لبناء علاقات دولية في ما يتعلق بالأمن السيبراني، إذ يستقطب المؤتمر خبراء من أستراليا وفنلندا والولايات المتحدة الأميركية ومصر وغيرها. وأضاف أن الأمن الرقمي بات قضية عالمية، ولذا فإن المؤتمر يناقش أهمية تبادل المعرفة والتعاون، ويتيح فرصة للمستثمرين من المملكة ومختلف دول العالم للتواصل ومناقشة سبل حماية البنية الرقمية في السعودية من أية هجمات مستقبلية، مشيراً إلى أن فعاليات المؤتمر تتضمن كلمات لكبار الخبراء في هذا المجال. من جهته، أوضح المدير الإداري المشارك في الشركة النمساوية الوطنية روبرت شيسكا، أن ظهور تقنيات جديدة ومتطورة يحفز قراصنة الإنترنت على القيام بالاختراقات، مشيراً إلى أن تقنيات المعلومات تشكل جزءاً أساسياً من حياتنا، واتسع نطاق عمليات القرصنة بشكل كبير حيث لم تعد مجرد وسيلة لجمع المال والحصول على معلومات شخصية. وقال شيسكا إنه يتوجب على دول منطقة الشرق الأوسط أن تتحد لاتخاذ إجراءات لمحاربة ومنع هذه الظاهرة من الانتشار، في الوقت الذي تحاول فيه مواكبة أحدث الابتكارات في مجال تقنيات المعلومات. من جهته، قال كبير مستشاري وزير الاتصالات وتقنيات المعلومات المصري للأمن السيبراني شريف هاشم، إننا بحاجة إلى تعميق التعاون الإقليمي لنكون قادرين على محاربة الجرائم السيبرانية، ومن الممكن أن تلعب وزارات الاتصالات وتقنيات المعلومات دوراً مهماً في رفع جهوزية الشركات لمواجهة هذا النوع من الهجمات الإلكترونية والتقليل قدر المستطاع من الأضرار الناتجة منها، مشدداً على أهمية تبني خطة دفاع سيبرانية وطنية تعنى بحماية أنظمة البنى التحتية الخاصة بالمعلومات السرية.