في إطار استمرار حرب المقاومة الفلسطينية ضد المستعمرات والمواقع العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، استشهد مساء الأربعاء الماضي، ثلاثة فدائيين فلسطينيين من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الاقصى وكتائب الشهيد احمد ابو الريش الجناح العسكري لحركة (فتح) وذلك خلال حادثين منفصلين شمال مدينة خانيونس ما أدى الى مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة تسعة آخرين بجراح متفاوتة. فقد هاجم اثنان من عناصر سرايا القدس وكتائب شهداء الاقصى قوات الاحتلال في الموقع العسكري «غيفن» الواقع على الطريق الاستعماري «كيسوفيم» شمال مدينة خانيونس مستخدمين الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية ودارت بين الطرفين اشتباكات مسلحة عنيفة. وأكد بيان مشترك لهما تلقت «الرياض» نسخة منه، انه تم قصف المكان من قبل وحدة الإسناد بالقذائف الصاروخية ونيران القناصة ما أدى الى إيقاع إصابات أكيدة بين جنود الاحتلال. وقد هرعت الى مكان الهجوم تعزيزات عسكرية احتلالية وسيارات إسعاف لنقل الجرحى حيث أسفر الهجوم عن إصابة ستة جنود إسرائيليين بجراح مختلفة بينهم ضابط كبير وصفت جراحه بالخطيرة الى جانب استشهاد منفذي الهجوم وهما حسن موسى البنا -20 عاما- من حي التفاح بمدينة غزة وينتمي لسرايا القدس واشرف بعلوشة (19 عاما) من مخيم الشاطئ وينتمي لكتائب الأقصى. من جانبها نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال، أن مسلحاً فلسطينياً أطلق النار على سيارة إسرائيلية قرب جسر مور على طريق «كيسوفيم» وسط قطاع غزة ما أسفر عن إصابة أربعة جنود ومدنيين إسرائيليين بجراح متوسطة إلى خفيفة. وتم استدعاء قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي إلى منطقة الحادث، حيث قامت بعمليات تمشيط واسعة تحسبًا لوجود مسلحين فلسطينيين، مؤكدة أن المسلح الفلسطيني قتل في تبادل لإطلاق النار مباشرة بعد الحادث. من جهته قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي تعقيبا على عملية «كيسوفيم» الفدائية أن «الشعب الفلسطيني من حقه الرد على جرائم المحتل الصهيوني بعد أن تمادى جنود الاحتلال في ظلم هذا الشعب الصابر الأعزل». ٭ على صعيد آخر، أفادت تقارير إخبارية إسرائيلية امس الخميس بأن مصر أجلت نشر مزيد من القوات على الحدود مع إسرائيل عند معبر فيلادلفي في رفح حتى نيسان (إبريل) العام 2005. وقال موقع صحيفة (هاآرتس) على الانترنت إن وزارة الحرب الاسرائيلية تعترض على تسليح القوات المصرية بصواريخ مضادة للدبابات وأجهزة جمع معلومات استخباراتية. وكانت مصر عرضت في وقت سابق نشر 750 جنديا إضافيا على الحدود مجهزين بناقلات جنود مدرعة في مطلع كانون الثاني (يناير) المقبل. وجدير بالذكر إن مصر و(إسرائيل) وقعتا العام 1979 اتفاقية سلام تنص على نشر قوات شرطة مسلحة بأسلحة خفيفة فحسب على الحدود. وكانت أنباء أشارت مؤخرا إلى أن مصر اتفقت مع (إسرائيل) على نشر قوات إضافية على الحدود في أعقاب سلسلة من المتغيرات التي طرأت على العلاقات المصرية الاسرائيلية مؤخرا. وقالت الصحيفة إن نشر مزيد من القوات يتطلب تغيير بنود معاهدة الكامب، وهو ما تعارضه (إسرائيل) وقد قامت الحكومتان بدلا من ذلك بتبادل مذكرات في هذا الشأن قبلها الطرف المصري.