كشفت عشرات التغريدات المسيئة والعنصرية والبذيئة التي ظهرت لرئيس اتحاد الطائرة الجديد عبدالهادي الحبابي مدى الكارثة التي تعيشها الرياضة السعودية، ومدى العشوائية التي لازالت تطغى على عمل اللجنة الأولمبية وخططها وطريقة اختيارها للقيادات ورؤساء الاتحادات، وهي اللجنة التي تباشرنا معها بعهدٍ جديدٍ بقيادة المهندس لؤي ناظر، وهو تفاؤل يستدعي إعادة النظر ونحن نرى أمثال الحبابي يصلون لمنصب رئيس اتحاد رياضي، بدلًا من أن يأخذ موقعه الصحيح كرئيس لرابطة مشجعي النصر، التي لا أظن حتى رئيسها أو أصغر حامل طبلٍ فيها ينزلق لهذا المستوى من التعصب الذي ظهر في تغريدات الحبابي التي حاول عبثًا التملص منها، تارةً بالحذف، وتارةً بإغلاق حسابه، قبل أن يعود ليفتحه باعتذار خجول وهزيل لا يسمن ولا يغني من جوع!. المشكلة لا تكمن في ميول الرجل، ولا في تعصبه لناديه أو في تغزله بفريقه، بل بشتائم رخيصة وجهها للهلال وجماهيره، وعنصرية مقيتة مارسها ضد النادي الأزرق وضد أسطورة الكرة السعودية سامي الجابر، وإساءات واتهاماتٍ خطيرة لا تصدر حتى من مشجع مراهق يرسل تغريداته من مدرجات الدرجة الثانية!. الطريف في الأمر، وشر البلية ما يضحك؛ أن الحبابي كان ممن هاجم بعض أعضاء لجنة التوثيق، وطالب بإبعادهم بسبب بعض تغريداتهم التي أبرزها الإعلام الأغبر الذي يغيب اليوم عن المشهد ويتجاهل تغريدات رئيس اتحاد الطائرة، على الرغم من أن تغريدات أعضاء لجنة التوثيق تعتبر في قمة الرقي إذا ما قورنت بما كتبه الحبابي!. لا أستطيع أن أتخيل كيف يمكن للهلاليين أن يتعاملوا مع مسؤول (لا مسؤول) كهذا، وكيف يمكن أن يتقبلوا مستقبلًا أي قرارات تصدر من اتحاد يرأسه من كتب هذه التغريدات حتى لو كانت قرارات صحيحة أو عقوبات مستحقة، وكيف يمكن لهم أن يتعاملوا بحسن نية ويحسنوا الظن في كل ما سيصدر من هذا الاتحاد؟!. الحبابي بعد أن حاصره الهلاليون بتغريداته التي يندى لها الجبين، ولوحوا بشكوى رسمية ضده، رد بتغريدة فيها اعتذار خجول، لم يذكر حتى فيه اسم الهلال ولا جماهيره التي ردت على اعتذاره ب(ليته سكت)!، مؤكدة أن أقل اعتذار يمكن أن يقدمه الحبابي هو الاستقالة من هذا المنصب الذي لا يليق به ولا هو لائق له، والعودة إلى مكانه الحقيقي وسط رابطة مشجعي النصر، أو أن على هيئة الرياضة ممثلة باللجنة الأولمبية أن تقوم بنفسها بالاعتذار عن خطئها المتمثل بتعيين مشجعين متأزمين في مثل هذه المناصب القيادية، وتصحيح هذا الخطأ عاجلًا بقرار يحفظ ماء وجهها، ويعيد ثقة العقلاء بقراراتها وتفاؤلهم بخططها التطويرية، والتي لا يمكن أن تتحقق على يد مشجعين متعصبين سيعيدنا تواجدهم في مثل هذه المناصب سنواتٍ وسنواتٍ إلى الوراء!.