بعدما هدأت اليوم عاصفة التغريدات المسيئة لرئيس الاتحاد السعودي لكرة الطائرة عبدالهادي الحبابي، والتي أجزم أن رياح الأحداث ستظل تزيح عنها غبار النسيان بين حين وآخر، أصبح حرياً وضعها في سياق واقعنا الرياضي المأزوم. ظهور الحبابي فجأة لسطح الساحة الرياضية كقيادي لواحد من أهم الاتحادات الرياضية بعد التشكيل الأخير للجنة الأولمبية كان مفاجئاً، كونه شخصية مغمورة، بل هو خارج فضاءات الحضور الرياضي إلا من صورة هنا أو هناك رأيناها تالياً يلف عنقه بشال نادي النصر، ويتجاوز الأمر حد المفاجأة في تعيينه إلى الصدمة كونه يخلف في المنصب الرئيس السابق فهد الحريشي الذي يجمع كل الوسط الرياضي على أنه النموذج الساطع للقيادي المسؤول بتاريخه الحافل بالنجاحات كلاعب وحضوره الباهر كقيادي. تغريدات الحبابي الغارقة في الإساءات والموحلة بكل صنوف التجاوزات، وقبلها ثقله المعدوم في الميزان الرياضي يستدعيان سؤالاً بديهياً وملحاً حول المعايير التي على ضوئها يتم اختيار رؤساء وأعضاء الاتحادات واللجان الرياضية، خصوصاً وأن مثل تلك التعيينات تكررت، ولا ينبغي القول معها في كل مرة، أن ما بعد المنصب يَجٌبُّ ما قبله، أو كما يرى العزيز تركي الخليوي بأننا كلنا ذاك الرجل، لأننا إذا ما سلمنا بذلك فسيكون تسليمنا دعوة للهمجية، وانحيازاً للبذاءة، وركوناً للواقع السيء بدلاً من معالجته. كان يمكن التسليم واعتبار تغريدات الحبابي الموغلة في التنابز والعنصرية والاتهامات الخطيرة فلتة لسان، ولحظة تعصب لو أنها كانت تغريدة واحدة أو حتى عشر، أو سبقت تعيينه بأعوام أو حتى شهور، لكن المؤسف أنها تجاوزت ألفي تغريدة وفق ما حذفه من تغريدات من حسابه، فضلاً عن أن بعضها سبقت تعيينه بأيام معدودة كما في تغريدته حول لجنة التوثيق الذي وصف عملها بالمشبوه وفي ذلك اتهام للجنة ولهيئة الرياضة. زلزال تغريدات الحبابي كان يمكن امتصاص ردَاته العنيفة من الوسط الرياضي لو جاء اعتذاره عنها صريحاً وشجاعاً، لكن ذلك لم يحدث؛ إذ حمل اعتذاره التفافاً واضحاً وتمييعاً مكشوفاً، وهو ما دفع الهلاليين الذين طالتهم تلك التجاوزات للتصعيد الذي لن يهدأ؛ إذ سيظل يتذكرها الوسط الرياضي مع كل عقوبة تصدر بحق لاعب أو مسؤول في اللعبة، وسنظل نردد: يا أيها الرجلُ المعلمُ غيرَهُ هلاَّ لنفسِكَ كان ذا التعليمَ